مغربية بريس
عبد الرحيم النبوي: مكتب اسفي
قام عامل إقليم اسفي، محمد فطاح، اليوم الثلاثاء، بزيارة خاصة الى مسجد وضريح الشيخ ابي محمد صالح بمدينة اسفي وذلك في إطار جولته الميدانية بالمدينة.
فببهو الضريح، وبحضور باشا المدينة، حليم الزواوي، قدم حفيد الشيخ أبي محمد صالح ومقدم الزاوية والضريح حسن بن محمد بن الشيخ، لمحة تاريخية عن المسجد وعن ضريح الولي الصالح الشيخ ابي محمد صالح، منوها بالاهتمام الذي توليه مؤسسة إمارة المؤمنين للزوايا و للطرق الصوفية السنية، سعيا منها لصيانة التراث الديني والحفاظ على سلامة العقيدة الإسلامية، تحصينا للمجتمع من الخرافات وتطهيره من الضلالات وإبعاده عن التطرف وضمان الأمن الروحي للمواطنين، كما رفعت أكف الضراعة إلى الباري عز وجل بالدعاء الصالح لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وأن يحفظ ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، ويشد أزر جلالته بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وكافة أفراد الأسرة الملكية الشريفة.
ويعد الشيخ أبي محمد صالح الماكري، المؤسس الحقيقي للطريقة الصالحية، يقع رباطه وسط المدينة، دفن معه أبنائه وكذا حفيده مؤلف ” المنهاج الواضح “. زاره لسان الدين بن الخطيب سنة 761هـ ، حيث قال “في معيار الاختيار” رباط اسفي لطف خفي، ووعد وفي، ودين ظاهره مالكي وباطنه حنفي، الدماثة والجمال، والسذاجة والجلال، قليلة الاحزان صابرة على الاختزان، وافية المكيال والميزان، رافعة للداء بصحة الهواء، بلد موصوف، برفيع ثياب الصوف. وبه قرية الشيخ ابي محمد صالح وهو خاتمة المراحل لمسودات تلك السواحل.
وقد كان لرباطه دورا تعليميا دعويا بلغت شهرته أنحاء المغرب والمشرق، وجعلت منه أحد المراكز الدينية السنية المحافظة على الروابط الوحدوية في العالم الإسلامي، فكان ممن هيأ الظروف الملائمة للحج و بالتالي أزال عن مفهوم الاستطاعة للحج كل ما كان يشوبه من تخويف وتهويل ،وأشاع الأمن واليسر، فكان يستقبل الحجاج الوافدين ويمد المسافرين بالمساعدات ، وبذلك تكونت لذا الشيخ شبكة واسعة من الزوايا للأخذ بيد الحجاج المغاربة، و قد اعتبرت بذلك الطريقة الصالحية ، طريقة عملية ميدانية تربط المغرب بالشرق للأداء مناسك الحج، وبذلك وصفه العبذري في رحلته بشيخ الصالحين .