مغربية بريس
عبد الرحيم النبوي: مكتب اسفي
احتضن مقر غرفة ارباب مراكب الصيد بالجر بآسفي، مساء يوم السبت 29 مارس 2025، اجتماعا هاما خصص لتدارس عدد من الملفات التي تشغل بال مهنيي قطاع الصيد البحري بالمدينة.
وانصب النقاش خلال الاجتماع الذي دعت الى تنظيمه غرفة ارباب مراكب الصيد بالجر وجمعية المحيط للتنمية والمحافظة على البيئة البحرية، حضره العديد من المهنيين ومجهزي وارباب مراكب الصيد بالجر والفاعلين الاقتصاديين بالميناء، على جملة من المشاكل التي يعاني منها المهنيون داخل الميناء، والمتمثلة في الإنقاذ البحري، الصناديق الموحدة ( البلاستيك)، البيئة البحرية، مؤكدين ان المطلوب اليوم هو الجرأة في تشخيص الأعطاب، وإيجاد حلول ناجعة وفعالة لاهم مشاكل القطاع بالميناء .
وشكلت منظومة الإنقاذ البحري، ومن بين ابرز النقط التي تؤرق بال المهنيين في الميناء، كونها لا ترقى الى الوجه المطلوب، حسب العديد من التدخلات، ذلك ان المركب المنقذ، هذه الالية المركونة بالميناء لم تقم باي تدخل يذكر مع غياب الفعالية للعاملين بها وان الطاقم المتواجد بالمركب لا يشتغل 24 ساعة على 24 ساعة، كما انها تفتقد الى الحوكمة في مجموعة من تدخلاتها، وبالتالي بات مركب الحوز لا يساير حجم المراكب المتواجدة بالميناء، كما ان سترة النجاة غير فعالة وتبقى دون انتظارات العاملين بالقطاع .
وخلص المجتمعون، الا ان منظومة الإنقاذ الحالية بميناء اسفي، تبقى عاجزة في القيام بهذا الدور المحوري بالسواحل الإقليمية وعند الحاجة، وان التحدي الكبير الذي يصبوا اليه المهنيون بميناء اسفي هو الاصلاح الجدري لمنظومة الإنقاذ بالميناء وهيكلتها وجعلها جهازا فعالا متكامل الأركان، انقاد البحار والمركب، كما ان هذه المنظومة تلزمها تكوينات نظرية وتطبيقية صارمة وان النجاعة والسرعة أصبحت امرا ضروريا عند التدخلات الميدانية وخاصة تلك الحوادث التي تقع بعيدة عن الميناء التي ترسوا فيه وحداث الإنقاذ، ومن تم طالب المجتمعون بإحداث لجنة لمناقشة مشكل الإنقاذ مع جميع المتدخلين وإعداد مراسلة خاصة بالموضوع انطلاقا من المحضر المنجز سابقا.
وفي السياق ذاته، استأثرت ظاهرة الاكتظاظ بالميناء، اهتمام المهنيين، في إطار النقاشات المرافقة للإنقاذ البحري، ذلك ان الأرصفة والأحواض تعاني من ضغط كبير نتيجة لعدم تنظيم عملية استعمالها بالشكل الأمثل، موضحين ان الاقتراحات المقدمة، انصبت حول وضع نظام لتقسيم الأرصفة حسب نوع السفن وحجمها، مما يتيح لكل فئة من السفن أماكن مخصصة تتناسب مع احتياجاتها، بحيث يهدف هذا التنظيم إلى تخفيف الضغط وتحقيق سلاسة أكبر في عمليات التحميل والتفريغ.
وبخصوص النقطة الثانية المعروضة للنقاش والمتعلقة بالصناديق الموحدة ( البلاستيكية)، طالب المجتمعون، بضرورة ايجاد حلول ناجعة لفرض الصناديق البلاستيكية الموحدة خدمة للمنتوج البحري ومهنيي القطاع، وان إشكالية الصناديق البلاستيكية الموحدة هي إشكالية تنظيمية، بعد أن ظهر المكتب الوطني للصيد عاجزا عن تدبير هذه العملية الإستراتيجية، وتوفير الصناديق بالكم الكافي، وأصبح المركب غير مسؤول على هذه الصناديق، وإنما هي مهام أصبحت تناط بالتاجر الذي غذا مطالبا بتوفر الصناديق، وتزويد المركب بمادة الثلج، كما يقدم للبحارة منحة عن التفريغ، مضيفين أنه لا أحد اليوم يعارض تعميم الصناديق الموحدة، لكن شريطة إيفاء المؤسسات بالتزاماتها بخصوص هذه الصناديق، التي عرفت نقاشا قويا في الأوساط المهنية، لأن الجهات المختصة بدت عاجزة عن تدبير هذه العملية بالشكل المطلوب وان المراكب ومعها الأطقم البحرية ليست مستعدة للتخبط في العطالة بسبب غياب الصناديق.
وشدد المجتمعون على ضرورة استرجاع الصناديق البلاستيكية من المكتب الوطني للصيد البحري وتزود المراكب بهذه الصناديق الموحدة والعمل على مراسلة الجهات الوصية على هذا الملف الذي أصبح يؤرق بال العاملين بمراكب الصيد البحري على العموم.
اما بخصوص النقطة الثالثة الخاصة بالبيئة البحرية، فقد أجمعت جل التدخلات الى ان رمي النفايات بالمياه البحرية سواء داخل الحوض المائي او بالساحل الإقليمي تعد من العوامل المسؤولة عن الأزمة البيئية البحرية التي تُلمس عواقبها في تهديد المخزونات السمكية، و التنوع الإحيائي البحري بمجمله، وبالتالي تكون عاملا مدمرا للمنظومات البيئية للسواحل المغربية.
وطالب المتدخلون بتظافر جهود جميع الفاعلين بالميناء، والمراهنة على أن الوعي الجماعي بخطورة التلوث وإنعكاساته على المحيط المعيشي والبيئي، وهذا يبقى هو الركن الأساسي للحصول على بيئة مينائية نظيفة وسليمة و العمل على ضرورة خلق مبادرة عملية لمراكب الصيد البحري تتجلى في جمع النفايات المتواجدة بمياه الساحل الإقليمي لآسفي والمياه الوطنية ونقلها الى حاويات خاصة متواجدة على اليابسة، كما دعا المجتمعون الى تنظيم يوم تحسيسي وتوعوي لمهنيي ومرتادي ومستعملي الميناء، مع مختلف الشركاء للتذكير بخطورة النفايات على الاحياء المائية وكيفية التخلص من هذه المقذوفات الصلبة بالميناء واستخراج نفايات بلاستيكية من أحواض السفن للمنشأة المينائية، وتنقية أرصفة ميناء الصيد التي تعرف أعمالا حرة لتنقية السمك خاصة “السردين”، وترك بقاياه مبعثرة بأرجاء الرصيف، وهي سلوكيات مسيئة وغير صديقة للبيئة، وجب الحد من تفاقمها ، لتحقيق بيئة سليمة بالميناء ومحيطه. غلبها.
وسيمكن اليوم الدراسي المزمع تنظيمه، حسب الاجتماع من طرح توصيات لإنشاء قاعدة بيانات مشتركة لدعم الإدارة المستدامة لميناء اسفي، وتعزيز الشفافية في مراقبة الأنشطة البحرية، لاسيما وأن محور اليوم الدراسي سيعكس رؤية استراتيجية نحو حماية التنوع البيولوجي وضمان استدامة الموارد البحرية للأجيال القادمة.