كارثة بيئية .. مياه الصرف الصحي تجثم على “واد الشعبة بمدينة اسفي

مغربية بريس
عبد الرحيم النبوي: مكتب اسفي

أصبح الحال بواد الشعبة بمدينة اسفي، بكل تاريخه المرتبط بتاريخ المدينة، الذي اشتهرت به خلال عقود من الزمن ، لا يسر أحدا بل أصبح الوضع كارثي بكل ما تحمله الكلمة من معنى، إذ أضحى واد الشعبة مجرى دائم للصرف الصحي يقلق راحة تجار والساكنة والزوار، جراء المنظر المسيء لهذه المياه العادمة و روائحها الكريهة و تواجد الحشرات بشكل كبير و بمختلف أنواعها، كل المنغصات تجمعت وتحالفت لتعكر صفو حياة القاطنين بجوار واد الشعبة، و الزوار الذين استصرخوا المسؤولين قصد التدخل العاجل لإيجاد حل نهائي للجحيم الذي أضحوا يكابدونه بسبب الكارثة البيئية الناجمة عن إنفجار قناة الصرف الصحي من إحدى التجزئات السكنية التي تصرف المياه الملوثة التي اتخذت مجرى الوادي مسارا لها وهو ما يعكس حالة التردي في الخدمات التي بلغت مداها، دون أن تتحرك الجهات الوصية عن تدبير هذا الملف لإيقاف هذا العبث وإعادة الاعتبار لواد الشعبة الذي كان خلال الزمن الجميل وخاصة جنان الفسيان المكان الذي كان يخطف أبصار الناظرين بروعة جماله وتنوع أشجاره ذات الألوان النقية والروائح العطرة التي جلبت الزوار إلى المنطقة خلال سنوات مضت .


وها هي المنطقة بوادها التاريخي تعيش هذه الأيام وضع مأساوي وحال يبكي عين كل ناظر، ويكدر وجه كل متجول وسائر، ويخيب آمل كل من آتاها زائر بسبب تحول الوادي إلى مجاري الصرف الصحي و تكدس الأزبال بسبب الإهمال، وقد استغربت بعض الفعاليات الجمعوية بآسفي، الدعوات المتكررة التي أطلقتها ساكنة المنطقة من أجل إيجاد حل للمشكل والمعاناة اليومية التي ازدادت تفاقما وباتت تنذر بكارثة بيئية وشيكة، بالإضافة إلى المخاطر الصحية التي أضحت تتربص بهم، جراء الروائح الكريهة النتنة التي تزكم الأنوف المنبعثة من تواجد هذه المياه القذرة، إذ أصيب الكثير من الأطفال بأمراض مستعصية كالحساسية وضيق التنفس…


وسجل العديد من المتتبعين للشأن المحلي، غياب المجلس الجماعي لآسفي ووكالة الحوض المائي الذين لم يعيروا المكان بكل حمولاته التاريخية أي اهتمام مما آثار استياء الساكنة التي تعيش مشاكلها في صمت أمام عدم الإكتراث لها والاهتمام بمعاناتها، وعلى هذا الأساس طالبت هذه الفعاليات المدنية من المسؤولين التدخل العاجل من اجل فتح تحقيق في النازلة و العمل على إصلاح قناة الصرف الصحي المسببة لهذه الكارثة البيئية و التي نغصت حياة التجار والساكنة والزوار .

اعجبك المقال؟ يمكنك مشاركته من خلال منصتك المفضلة
اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد