مغربية بريس
مكتب إسبانيا
أوروبا اليوم
من مدريد الى منطقة Huelva muguer ( ويلفا ) جنوب إسبانيا توجه الثنائي الجمعوي السيد سفيان المرزوقي مدير قناة SM والسيدة عزيزة السحلي رئيسة جمعية الأمل في المستقبل مديرة قناة ” خالتو عزيزة ” توجها للإطلاع على أحوال عاملات الفراولة القادمات من القرى المغربية , قطعا مسافة 645 كلم للوقوف على مأساة هؤلاء العاملات , تجولوا في بعض مزارع الفراولة ووقفوا على مشاق العمل وصعوبة التعب التي تقضي فيه هذه النساء أكثر من 12 ساعة دون انقطاع في مزارع بلاستيكية يضيق فيها الصدر والتنفس , كل هذا من أجل لقمة ساخنة حارقة , نساء الفراولة تحكي السيدة عزيزة والصحفي سفيان فعلا نساء كادحات وما نشاهده وماترويه إحداهن بالنيابة لايمكن تحمل سماعه ” تقهرنا بغينا نرجعو عند أولادنا كلما جمعناه من عرق وتعب أكلناه وأصبحنا اليوم قريبات من التشرد في بلاد الإسبان , الصورة التي ترونها أمامكم تدمي العين وتضيف إحدى العاملات لولى صاحب الضيعة الذي جمعنا في هذا المستودع لأصبحنا عرضة للتشرد والمخاطر , ولولى شفقته علينا لأكلنا التراب لأن كلما ادخرناه في الشتاء أكلناه في الصيف وزادت الجائحة من بؤسنا , وفي حوار أمام عدسة الصحفي سفيان صرحت إحدى العاملات مرت علينا أياما شداد في زمن كورونا كنا نخشى أن نموت من الوباء ومن القهر بعدما توقف العمل وتوقف الأجر وتحولنا الى معتقلات بحكم الحجر الصحي والبعد عن الأولاد والأهل والوطن , كرهنا أنفسنا تقول إحداهن وندمت على أنني خرجت من بلدي وقريتي .
أزيد من700 عاملة تتحرك داخل حقول الفراولة نصفهن كدن يفقدن عقولهن من هول الصدمة والخوف من الوباء بعيدين عن تراب البلد وحنان الأهل , فعلا مقاومة شرسة أبدتها هذه النساء في غياب من يتفقد أو من يواسي ويساعد , حتى القنصلية المغربية في هذه المنطقة عجزت عن فعل أي شيء مما زاد من تفاقم وضع العاملات , وهنا كان لابد من فتح قوس المساءلة ( أين جمعيات الشاشات والكتابات الصفراء واليوتوب ? أين خطاب هؤلاء الذين هرولوا الى القنوات الإسبانية ومواقع التواصل الإجتماعي وتحولوا الى خطباء بدون جمعة ولا منابر ? أين هؤلاء الذين لم يجدوا غير قضية إلياس للركوب عليها ركوب الفارس الورقي على قصبة ? خطباء وحقوقيون من عجين وجمعيات تنتظر أي حريق لتمثل دور الإطفائي بلا مياه !!! 700 امرأة عشن الأمرين من الضياع والحرمان وفزع الوباء , ولم تستطع نصف جمعية أن تتحرك ولو ببيان أو تصريح أو دعم معنوي , هؤلاء أخواتنا فيهم العازبة والأم والأرملة واليتيمة والمتزوجة وكل فئات الأسر المغربية , كتب لهم أن يصبحوا عبيد جني الفراولة عند الأجنبي وبعد أن سدت أمام وجوههم سبل العيش لم يجدوا غير الإسباني يطعمهم , وأما جمعيات ” البراح ” فلم تعتبرهم في شيء , وقد صرحت السيدة عزيزة على أن ما دفعني صحبة الأخ إلياس الى قطع مسافة 645 كلم هو صوت هذه النسوة الذي سمع في كل أرجاء إسبانيا ومن العار أن تسمع صيحات أختك ولا تهزك غيرة الوطن ولا يتحرك فيك دم ” تامغرابيت ” الذي هو بصمة المغاربة الأحرار .
لقد قضينا وقتا طويلا مع أخواتنا العاملات بكينا لبكائهن , وتحكت فين ألمهم من الداخل واليوم ننقل أصواتهم عبر قناة خالتو عزيزة وقناة سفيان المرزوقي ليسمعها كل مسؤول عن الهجرة ولتصل الى ديوان صاحب الجلالة الذي تعول عليه معذبات الفراولة ” ياجلالة الملك ..ياملك البلاد نريد العودة الى ديارنا ….الى وطننا ….الى معانقة أولادنا وأهلنا ….كفانا ألما فقد خسرنا كلما كسبناه من عرقنا ولانريد أن نخسر فلدات أكبادنا ….لانريد منك ياجلالة الملك إلا أن تعطي أوامرك السامية لنشد رحال العودة الى الوطن ….عاش الملك محمد السادس ..عاش المغرب .