مأساة مدرسة تحولت الى الإهمال والعشوائية والمزاجية …مدرسة البوصيري الابتدائي بمدينة شيشاوة

مغربية بريس

الحسين المغراوي .
مدرسة البوصيري أيقونة التعليم الابتدائي بمدينة شيشاوة ، تعد المدرسة النموذجية الاولى التي انشئت عقب الستينات ومن بين جدرانها ترعرعت العديد من الأجيال وتخرجت منها قوافل من مشاعل العلم والمعرفة والتي لاح بارقها في الكثير من مجالات الحياة

وتقلدت مناصب عليا في اجهزة الدولة المختلفة، تأسست في أواسط الستينيات من القرن الماضي ، وظلت تحمل عبر أجيال من الأطر و التلاميذ مشعل التميز و الجودة و الطموح ، وقد ظلت تحتل مراتب مشرفة على مستوى الجهة و الإقليم سواء من حيث النوع و الجودة ، و تمكنت عبر تاريخها من تخريج أطر و كفاءات وطنية جسدت قدرة المدرسة الابتدائية العمومية على إكساب التلاميذ أسس المعرفة و أبجديات حب الوطن . و في ظل محدودية و رداءة العرض المدرسي الخصوصي بمدينة شيشاوة يختار الكثير من الآباء عن قناعة تسجيل أبناءهم بالمدارس العمومية ، و لكون مدرسة البوصيري تتمتع بسمعة طيبة باعتبارها مشتل للتميز و نموذجا يستقطب البرامج الوزارية المتميزة ، فإنها تأتي على رأس اختيارات الآباء ، و حسب العديد من الأطر التربوية و أطر التفتيش بالابتدائي فإن هذه المدرسة تتمتع بكل المقومات التي تؤهلها للتميز و الجودة ، سواء على مستوى الأطر التربوية المشهود لها بالتجربة و الكفاءة ، أو على مستوى الوسط الاجتماعي و روافدها التي تتكون في أغلبها من أسر واعية بأدوار و أهمية المدرسة العمومية ، أو على مستوى الرعاية التي تحظى بها المدرسة من طرف المنتخبين و العمالة حيث يتم اختيارها لسنوات متتالية لإشراف السيد العامل على انطلاق الموسم الدراسي ، بالإضافة إلى اختيارها هذه السنة لاختبار تجربة التخصص .
تراكم الاختلالات و رداءة التسيير و التواصل .


رغم كل ما تحظى به مؤسسة البوصيري من مقومات و أسباب التميز و النجاح إلا أنها للأسف ظلت تراكم اختلالات عميقة في السنوات الأخيرة ، فأول ما يصدم الزائر للمدرسة هو التهيئة الإيكولوجية ، حيث المساحة الداخلية جرداء قاحلة بدون تشجير أو انشطة تدل على الأدوار الإيكولوجية للمدرسة ، بالإضافة إلى وجود مستودع إقليمي مكون من حجرات دراسية قديمة داخل فضاء المدرسة ، يهدد سلامة التلاميذ ، حيث تأتي شاحنات و عمال غرباء عن الوسط المدرسي ، فرغم الشكايات المتواصلة للآباء بشأن هذا المستودع الإقليمي، فإنه لا يزال مكانه مهددا بشكل سافر السلامة الصحية و الجسدية للتلاميذ و الأطر العاملة بالمؤسسة و منتهكا حرمتها ، أما المرافق الصحية للمؤسسة فتعاني من غياب تام و مزمن للنظافة يتم تبريره بغياب مواد التنظيف رغم أن المنتخبون لم يبخلوا على المؤسسة في هذا المجال ، بالإضافة إلى ذلك توجد كمية من النفايات و خشب الأشجار المقطوع مند سنوات دون تحديد مصيره.
و في ظل هذه الاختلالات ضلت الإدارة تغلق أبواب الحوار و ترفض تفعيل مجالس المؤسسة ( مجلس التدبير ) الذي بإمكانه النظر في هذه المشاكل . كما ظلت تضع مختلف العراقيل أمام جمعيات الآباء التي لا تستمر في عملها إلا لوقت محدود نظرا لغياب التواصل والعداء المجاني الذي تقابل به من طرف الإدارة.
وفي ظل هذه الوضعية المعقدة تبقى الكثير من المشاريع الاصلاحية والنيات الحسنة للمساهمة في تنمية الوسط المدرسي في قاعة الانتظار، ففي غياب إطار تواصلي والانفراد بالقرار لا يسعنا إلا أن نستشرف المستقبل لعله يأتي لمؤسسة البوصيري بإدارة تربوية شابة وطموحة تنفض عنها غبار الإهمال والعشوائية والمزاجية.

عن جمعية اباء و أمهات التلاميذ

اعجبك المقال؟ يمكنك مشاركته من خلال منصتك المفضلة
اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد