مغربية بريس
متابعة خاصة……قسم التحرير
تعيش الكلية متعددة التخصصات بالعرائش أجواء مشحونة واحتجاجات واسعة، عقب وفاة طالب يتحدر من مدينة القصر الكبير في حادث مأساوي يوم امس الثلاثاء . الطالب لقي مصرعه دهساً تحت عجلات حافلة نقل جامعي مكتظة بعد سقوطه منها، مما أثار غضباً عارماً في صفوف الطلبة وأشعل موجة احتجاجات.
في مسيرة احتجاجية نظمتها طلبة الكلية، ردد المحتجون شعارات تُحمّل المسؤولية للمسؤولين والمنتخبين بالإقليم، منددين بـ”الإهمال المزمن” الذي يعاني منه قطاع النقل الجامعي. وطالب المحتجون بتوفير وسائل نقل كريمة وآمنة تحفظ حياتهم وتليق بمقامهم كطلاب جامعيين.
الطلبة الغاضبون وجهوا انتقادات لاذعة لرئيس المجلس الجماعي لمدينة القصر الكبير، محمد السيمو، وعامل إقليم العرائش، العالمين بوعاصم. وأكد أحد الطلاب المشاركين في التظاهرة أن “الحادث نتيجة حتمية للإهمال الكبير الذي يعاني منه قطاع النقل بالإقليم”، مشيراً إلى أن “الحافلات المستخدمة حالياً قديمة ومتهالكة وغير ملائمة تماماً لنقل الطلبة”.
من جهته، أوضح محمد السيمو، رئيس المجلس الجماعي للقصر الكبير، أن “الاكتظاظ مسؤولية الجميع”، مبرزاً أن التنقل بثمن رمزي لا يكفي لحل أزمة النقل مع قلة الحافلات المتوفرة. وأشار إلى أن هناك جهوداً لشراء 42 حافلة جديدة ضمن صفقة حديثة، مؤكداً أن الحل المستدام يكمن في تشغيل الكلية متعددة التخصصات التي أُحدثت بالقصر الكبير لتخفيف الضغط على حافلات النقل بين الجماعات.
تصريحات السيمو أثارت جدلاً واسعاً، خاصة حين وصف الحادث بـ”قدر الله”، ما اعتبره البعض محاولة للتقليل من خطورة الوضع والتملص من المسؤولية. ورداً على ذلك، شدد المحتجون على استمرار مظاهراتهم إلى حين تحقيق مطالبهم، مشيرين إلى أنهم “لن يقبلوا أن تبقى حياتهم عرضة للخطر يومياً”.
يشهد إقليم العرائش نقصاً حاداً في وسائل النقل الجامعي، إذ يعتمد آلاف الطلبة على حافلات قديمة متهالكة، مما يعكس ضعف البنية التحتية لنقل الطلاب في المنطقة. ويأمل الطلبة أن تكون الاحتجاجات بداية لتغيير جذري يُفضي إلى تحسين ظروف تنقلهم وضمان سلامتهم.
وفي ظل تصاعد الاحتجاجات، بدأت السلطات المحلية بتنسيق اجتماعات مع رئاسة جامعة عبد المالك السعدي وعميد الكلية متعددة التخصصات بالعرائش، لبحث الحلول الممكنة على المدى القريب والبعيد.
وفاة الطالب “عمر” فتحت جرحاً غائراً في ملف النقل الجامعي، وسلطت الضوء على الإهمال المزمن الذي يعاني منه الطلبة. فهل ستتمكن السلطات من وضع حد لهذه المأساة، أم أن الأزمة ستبقى قائمة وتستمر الاحتجاجات؟ الأيام المقبلة كفيلة بالإجابة.