متى تتحرك سلطات القنيطرة لتنظيم متاجر الخبازات ؟وهل ستنجح القائدة الجديدة ليلى بنجلون في إيجاد حل جدري لظاهرة تجارة الرصيف

مغربية بريس

متابعة خاصة

عندما تنزل من القطار في محطة مدينة القنيطرة الرئيسية، يستقبلك شارع أنيق، تخال وأنت ماشٍ على رصيفه المُشجّريْن أنّ مدينة القنيطرة جميلة، لكنْ ما أن تتجاوز وسَط المدينة وتغوصَ في أحيائها الشعبية حتى يلوح لك الوجه الآخر لحاضرة الغرب الشراردة، مختلف تماما عن وجه المدينة الذي يستقبلك وأنت تغادر محطة القطار

في مدينة القنيطرة تُلفت نظرَ الزائر ظاهرة مستشرية في أغلب أحياء المدينة، وهي احتلال المِلْك العامّ من طرف الباعة المتجوّلين وكذا أصحاب المقاهي، بشكل يكاد يجعل أرصفة الشوارع محتلّة بالكامل، في حين تحوّلت بعض الساحات وسط الأحياء الشعبية إلى أسواق عشوائية تشوّه المنظر العام للمدينة وتجعلها تحت رحمة فوضى عارمة

بعد الحملة التي قامت بها السلطات المحلية مشكورة بالسوق التجاري الخبازات و بير انزران من اجل تحرير الملك العمومي والتي لاقت استحسانا كبيرا من طرف الساكنة هاهو المشكل يعود من جديد بهاته النقطة التي فيها اغتصب الباعة المتجولون وأصحاب المحلات التجارية هذا الملك
.
احتلال الملك العمومي بهاته المدينة متواصل بالرغم من الحملات التي تقوم بها السلطات المحلية للحد من انتشار هاته الظاهرة التي اكد بشانها المواطنون عن مدى تدمرهم وسخطهم لما آل اليه الملك العمومي الذي يرزح تحت رحمة الاستغلال الخارج عن اطار القانون وهو مادفع بالمواطنين تقاسم الشارع مع السيارت الشيء الذي خلق ارتباكا لدى الراجلين خاصة الأطفال و العجزة الذين اصبحت حياتهم معرضة للخطر.

ان الفوضى وعرقلة السير التي تعيش عليها هاته النقطة من الملك العمومي الذي يرزح تحت رحمة هذا الاستغلال الغير قانوني يضع الجهات المعنية أمام مسؤولياتها من اجل إيجاد حل لهاته الوضعية في اطار تطبيق القانون
إن السلطات المحلية التي قامت بأكثر من مرة في عملية التدخل لتحرير الملك العمومي من المفروض عليها أن تتدخل مرات ومرات خصوصا وأن عامل الإقليم قد صرح مؤخرا في اجتماع من أن من لاعلاقة له بالمدينة عليه الرحيل وهو ما يشير الى ان السيد العامل غير متساهل في موضوع هاته النازلة التي يتابعها باهتمام كبير.
من خلال الصورة التي بين أيدينا. توضح ان موجة احتلال الرصيف والشارع بشكل قوي ، وخاصة على صعيد الأزقة والشوارع بالسوق التجاري الخبازات وذلك من طرف أصحاب المحلات التجارية والباعة الجائلين ، حيث لا يترددون في بسط الكراسي والطاولات بالرصيف العمومي أمام محلاتهم، وهو ما جعل سائقو شاحنات النظافة والمطافى وسيارة الإسعاف يعانون الأمرين في السير ويضطرون الى المرور بصعوبة ، ما يشكل تهديدا خطيرا على سلامة المواطنين

“هاد السّيبة ديال احتلال المِلْك العام اللي عندنا فمدينة القنيطرة ما كاينش بحالها فالمغرب”، يقول أيوب كرير، رئيس جمعية أوكسجين للبيئة والصحة بمدينة القنيطرة، وهو يشير إلى جنبات شارع تعمّه فوضى الباعة المتجولين وسط أحد الأحياء الشعبية.

الفوضى العارمة التي تشهدها مدينة القنيطرة فيما يتعلق باحتلال الملك العام، تظهر للزائر في كل مكان. على ضفّتيْ أحد الشوارع ثمّة صف طويل من المحلات التجارية أنشئت لإيواء الباعة، لكنها لم تُفتح بعد، بل إنّ مستفيدين من هذه المحلات حوّلوها من هدفها الذي أنشئت من أجله، واتخذوها مسْكنا عشوائيا مُمتدّا إلى الرصيف.

لا يقتصر احتلالُ المِلْك العامّ على الأحياء الهامشية في مدينة القنيطرة، بل يطال أيضا الأحياء الجديدة وسط المدينة، حيث لا يترك الباعة المتجوّلون وأصحاب المقاهي والمحلات التجارية سوى ممرّا ضيّقا للمُشاة على الرصيف. يقول فاعل جمعوي مُعلقا على هذا الوضع

ومن جهة أخرى يرى بعض أرباب المحلات التجارية أن من بين الأسباب التي أدت إلى تعقد الظاهرة عدم التزام بعض تجار الرصيف باستغلال الحوانيت التي قدمت لهم وإخلالهم بالاتفاق المبرم حول ذلك، بدعوى أن هذه الحوانيت تعاني من انعدام الأمن والماء والكهرباء والبعد عن الزبناء، مما أدى ببعضهم إلى إغلاقها أو اتخاذها مستودعات، والرجوع إلى ممارسة التجارة في الشارع العام من جديد .في حين يؤكد أحد تجار الرصيف أن تلك الحوانيت لاتفي بالمطلوب نظرا لصغر مساحتها وتواجدها في مواقع لايرتادها سوى القليل من الزبناء.

وإذا أضفنا إلى ذلك تناسل الظاهرة، الذي يؤدي بين الفينة والأخرى إلى التحاق فوج جديد من تجار الرصيف بالشارع العام، وتحول أقلية من أرباب المحلات إلى ممارسة “الفراشة” باستغلال الملك العام الذي أمام متاجرهم أو كرائه لبعض تجار الرصيف، فإن الوضع سيبدو معقدا، ويحتاج من أجل حله إلى توفير شروط اجتماعية واقتصادية جديدة قادرة على امتصاص البطالة، وتوفير مناخ اقتصادي يتسع للجميع، تتم فيه المنافسة بشكل ديمقراطي قائم على احترام الحقوق الاقتصادية للآخرين.
هكذا يبدو أن ظاهرة تجارة الرصيف أضحت إشكالية معقدة، وأن المقاربة الأمنية وحدها غير كافية رغم أنها تستنفذ جهودا كبيرة من السلطة من أجل محاصرة تجار الرصيف ، في إطار لعبة الكر والفر التي تنهك الطرفين معا، وبالتالي تنعكس على أرباب المتاجر وتجار الرصيف نفسيا واقتصاديا، لذا فإننا ندعو إلى تنظيم مناظرة وطنية تقوم بدراسة هذه الظاهرة، وتطرح الحلول المعالجة لها، على أن تخرج بتوصيات تعمل الحكومة على تطبيقها من أجل غد اقتصادي مشرق لتجار الرصيف وأرباب المتاجر والزبناء على السواء.

وتجدر الإشارة ان جمعية تجار القنيطرة نبهت مرارا وتكرارا السلطات المعنية إلى الوضعية الكارثية التي بات عليها الحي التجاري الخبازات بسبب تنامي ظاهرة احتلال الملك العام من طرف الباعة الفراشة، وكذا بعض التجار الذين يتمددون ضدا على كل الضوابط

اعجبك المقال؟ يمكنك مشاركته من خلال منصتك المفضلة
اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد