مغربية بريس
.عزوز لعروصي……….. مراسل ابن جرير
إعلان انسحابي النهائي من كل هياكل حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الذي كنت أشغل فيه موقع كاتب محلي لفرع ابن جرير، بعد أن انتميت له اقتناعا بمبادئه الأصيلة وقيمه التقدمية ومواقفه التاريخية، جاء لأسباب ذات طابع محلي وتنظيمي، أرغمتنا على تجميد نشاط الفرع منذ مدة تقارب السنة، كتعبير عملي تجاه أحداث مرتبطة بالتدبير المحلي والتفاعل معه، أتحفظ عن ذكرها، في الوقت الحالي.
غير أن سببا وطنيا قد اضطرني لاتخاذ هذا الموقف وبحزم أكبر، سيما أنه مرتبط بجزء من تصريحات الأخ الكاتب الأول، الذي انحرف في تفاعله مع القضية الفلسطينية عن أدبيات وتاريخ هذا الحزب، والتي حمل فيها حركة المقاومة الفلسطينية “حماس” مسؤولية ما يجري في غزة، في انسجام تام مع الرواية الصهيونية، حيث أن هذا الإجراء هو أبسط تعبير عن رفض هذا الموقف، الذي لا يمثلني ولا يمثل تاريخ حزب سليل الحركة الوطنية ما توانى في دعمه للقضية الفلسطينية، حيث اعتبرها دوما قضية وطنية وإنسانية عادلة.
وهذا التصريح لم يكن إلا تعبيرا عن الإصرار في استفزاز ضمير الشعب المغربي، والتنكر لتاريخ هذا الحزب وبعض قياداته، إلى درجة التنكر لذكراهم، وأبرزها ذكرى الشهيد المهدي بن بركة الذي تصدى للنشاط الصهيوني في العالم الثالث، وذكرى الشهيد عمر بنجلون الذي سخر كل إمكانياته من أجل محاصرة النشاط الصهيوني داخل قوى اليسار الأوروبي، كجزء من محاربة الامبريالية العالمية والسياسة الصهيونية، فلا ننسى أن رئيس الفريق بمجلس النواب لم يتورع في الدفاع عن بقاء تمثيلية للحزب في ما سمي “مجموعة الصداقة البرلمانية بين المغرب وإسرائيل”، وهذا ما يمكن اعتباره انحراف عن مسار حزب كان “ضد الإمبريالية والصهيونية والرجعية وناضل من أجل تحرير الأرض العربية والإنسان العربي من كل أنواع الإستيلاب” إلى مسار آخر قوامه الهرولة التطبيعية مع كيان إجرامي عنصري غاصب.
محمد خليفة