مغربية بريس
متابعة …. شالة الرملي .
في العقود الأخيرة، شهدت المجتمعات المهاجرة حول العالم تزايدًا ملحوظًا في عدد المهاجرين الذين يفضلون توفير النقود لشراء بيوت في بلدانهم الأصلية. يعكس هذا التوجه عدة عوامل اقتصادية، اجتماعية، وثقافية تجعل من هذا القرار خيارًا مفضلاً لكثير من المهاجرين. في هذا المقال، سنستعرض الأسباب الرئيسية التي تدفع المهاجرين لتوفير الأموال من أجل شراء بيوت في بلدانهم الأصلية.
1. التعلق بالوطن الأم
أحد الأسباب الرئيسية التي تدفع المهاجرين إلى شراء بيوت في وطنهم الأم هو التعلق العاطفي بالبلد الأصل. يعاني الكثير من المهاجرين من حنين دائم إلى الوطن، مما يجعلهم يرغبون في الحفاظ على اتصال دائم بأرضهم وجذورهم. يعتبر شراء بيت في الوطن الأم وسيلة ملموسة للتعبير عن هذا الارتباط والحفاظ عليه.
2. الأمان المالي
يعتبر الاستثمار في العقارات في البلد الأصلي نوعًا من الأمان المالي. غالبًا ما تكون أسعار العقارات في البلدان الأصلية للمهاجرين أقل تكلفة مقارنة بالدول التي هاجروا إليها، مما يجعلها استثمارًا جذابًا. بالإضافة إلى ذلك، تتيح العقارات للمهاجرين إمكانية تأجيرها، وبالتالي تأمين دخل ثابت يمكن الاعتماد عليه في أوقات الحاجة.
3. التقاعد والعودة للوطن
الكثير من المهاجرين يخططون للعودة إلى أوطانهم بعد التقاعد. شراء بيت في البلد الأم يتيح لهم التحضير لهذه الخطوة، وضمان مكان للإقامة عندما يقررون العودة. هذا القرار يساعد أيضًا في توفير تكاليف السكن عند العودة، مما يجعل حياة التقاعد أكثر استقرارًا وأمانًا.
4. التضخم وانخفاض قيمة العملة
في بعض الأحيان، يعاني المهاجرون من تقلبات اقتصادية في البلدان التي يقيمون بها، مثل التضخم وانخفاض قيمة العملة. الاستثمار في عقارات في بلدهم الأصلي يمكن أن يكون وسيلة لحماية أموالهم من تقلبات الأسواق، حيث تكون قيمة العقار أكثر استقرارًا أو حتى مرتفعة نسبيًا.
5. الدعم العائلي والاجتماعي
يعد شراء بيت في الوطن الأم فرصة لدعم العائلة والأقارب. قد يتيح هذا البيت للمهاجرين توفير سكن لأفراد عائلاتهم، مما يعزز من الروابط الأسرية ويوفر لهم شعورًا بالرضا والفخر بأنهم قادرون على تقديم الدعم والمساعدة.
6. الاعتبارات الثقافية والدينية
تعتبر الاعتبارات الثقافية والدينية من العوامل الهامة في قرار شراء بيت في البلد الأصل. في كثير من الثقافات، يعتبر امتلاك البيت نوعًا من الاستقرار والنجاح، وأيضًا وسيلة للحفاظ على القيم والعادات والتقاليد. يمكن أن يكون البيت مكانًا للاحتفال بالمناسبات الاجتماعية والدينية وتعزيز الهوية الثقافية للأجيال القادمة.
7. القوانين والتشريعات
غالبًا ما تكون قوانين الملكية في البلدان الأصلية للمهاجرين أكثر تساهلاً وتتيح للمواطنين شراء العقارات بسهولة أكبر مقارنة بالبلدان التي هاجروا إليها. هذا التسهيل التشريعي يشجع المهاجرين على الاستثمار في عقارات في أوطانهم.
شراء البيوت في البلد الأصل يعتبر خطوة استراتيجية للمهاجرين تجمع بين الجوانب العاطفية، الاقتصادية، والاجتماعية. هذه الخطوة تمثل نوعًا من التواصل المستمر مع الوطن، وتعكس رغبة المهاجرين في الحفاظ على جذورهم وتأمين مستقبل مستقر لهم ولعائلاتهم. على الرغم من تحديات الحياة في الاغتراب، يبقى الوطن الأم مكانًا يحمل الكثير من الذكريات والقيم التي يسعى الكثيرون للحفاظ عليها من خلال امتلاك جزء صغير منه على شكل بيت.