مغربية بريس سبور
منابعة خاصة ……قسم الرياضة
القنيطرة – في مشهد يتكرر مع كل مباراة للنادي القنيطري “الكاك”، اختارت بعض الجماهير الجلوس فوق الأسوار الحديدية للمدرجات في الملعب البلدي، سعيًا للحصول على رؤية أفضل لأحداث المباراة، غير مدركين للمخاطر الكبيرة التي قد تهدد حياتهم. هذا السلوك بات يشكل تحديًا لسلامة المشجعين، خاصة في ظل الحوادث السابقة التي أودت بحياة مشجعين في ملاعب أخرى.
الحادثة الأبرز التي ما زالت حاضرة في الأذهان هي سقوط مشجع من أنصار نادي الجيش الملكي قبل أسابيع قليلة، حيث فقد توازنه أثناء جلوسه على سياج المدرجات، مما أدى إلى إصابته إصابة خطيرة انتهت بوفاته. هذه الفاجعة كانت بمثابة جرس إنذار لكافة الجماهير الرياضية في المغرب، إلا أن هذه المشاهد ما زالت تتكرر رغم التحذيرات المتواصلة.
مع كل مباراة يخوضها “الكاك” في القنيطرة، تتعالى صيحات وحماسة الجماهير، التي لا تتردد في تسلق السياج رغم المخاطر. الجلوس على الحواجز ليس فقط مغامرة خطيرة، بل يشكل عائقًا إضافيًا أمام جهود الأمن في ضبط المدرجات.
ورغم التدخلات المستمرة لعناصر الأمن لتنبيه الجماهير وإعادتهم إلى أماكنهم المخصصة، فإن بعض المشجعين، بدافع الحماس أو الاندفاع، يصرّون على الاستمرار في هذا السلوك، معرضين أنفسهم ومَن حولهم للخطر.
السلطات المحلية، بإشراف القائدة ليلى بن جلون وبمتابعة من باشا المدينة خليفة بن شريج، تسهر على تنظيم وتأمين المباريات. وفي كل لقاء، يجري تذكير الجماهير بخطورة الجلوس على الأسوار عبر مكبرات الصوت والتنبيهات المتكررة، ولكن الاستجابة في بعض الأحيان تظل محدودة.
الناشطون الرياضيون والمجتمع المدني بالقنيطرة يدعون إلى تكثيف الحملات التحسيسية حول سلامة الجماهير، وحثّ الأندية والسلطات على وضع خطط فعالة تمنع مثل هذه السلوكيات. كما يطالبون بإيجاد حلول تنظيمية، مثل تعزيز الحراسة داخل المدرجات وتطوير البنية التحتية للملاعب لتوفير رؤية واضحة وآمنة للجماهير.
في ظل الأجواء الحماسية التي ترافق مباريات “الكاك”، يظل الحفاظ على سلامة المشجعين ضرورة قصوى. وبينما يُعد الشغف بكرة القدم جزءًا من هوية الجماهير القنيطرية، يبقى المطلوب هو التوازن بين الحماس والمسؤولية لتجنب تكرار الحوادث المؤسفة. الملعب ليس فقط ساحة للمنافسة، بل يجب أن يكون أيضًا فضاء آمنًا للجميع.