مغربية بر يس
متابعة خاصة : قسم التحرير
شهدت مدينة القنيطرة حادثة سرقة سيارة “رنج روفر” جريئة أثارت اهتماماً واسعاً بين المواطنين والسلطات على حد سواء. بدأت الواقعة عندما حضر اللص إلى محل لبيع السيارات المستعملة بالقرب من مسجد بدر، متظاهراً بأنه زبون يرغب في شراء السيارة. بعد أن أبدى اهتمامه بالسيارة وطلب تجربتها، تم منحه المفتاح، وبمجرد انطلاقه بها لاذ بالفرار باتجاه مدينة الدار البيضاء.
لم تقتصر جرأة اللص على سرقة السيارة فقط، بل قام أيضاً بخداع صاحب محطة وقود في منطقة بوقنادل. عند وصوله إلى المحطة لتزويد السيارة بالوقود، ادعى اللص أنه سيقوم بالدفع لاحقاً وغادر دون تسديد المبلغ المستحق، والذي تراوح بين 800 و1000 درهم. هذا السلوك أضاف بُعداً جديداً إلى الجريمة وجعلها محور اهتمام واسع في المجتمع وعلى منصات التواصل الاجتماعي.
فور اكتشاف السرقة، تم إبلاغ السلطات الأمنية التي بدأت على الفور بتفعيل خطة تعقب دقيقة بالتنسيق مع رجال الدرك الملكي. استخدمت السلطات تقنيات المراقبة الحديثة لتحديد موقع السيارة وتعقب تحركات اللص على طول الطريق، مروراً بمنطقة سيدي الطيبي. وقد ساهم نشطاء التواصل الاجتماعي بشكل كبير في العملية من خلال نشر مقاطع فيديو توثق السرقة وتزويد السلطات بمعلومات إضافية.
بعد مطاردة مثيرة استمرت لمسافات طويلة، تمكنت عناصر الأمن الوطني من إيقاف السيارة المسروقة في منطقة العين السبع بمدينة الدار البيضاء، التي تبعد مئات الكيلومترات عن القنيطرة. بفضل التنسيق المحكم بين قوات الأمن والدرك الملكي، تم القبض على اللص بنجاح ونقله إلى مركز الشرطة للتحقيق معه.
إضافة إلى ضرورة معاقبة اللص على سرقة السيارة، يجب أن يتم تعويض صاحب محطة الوقود في بوقنادل عن المبلغ الذي فقده نتيجة لخداع اللص. تعتبر هذه الخطوة أساسية لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث ولتعزيز الثقة بين المواطنين ومقدمي الخدمات. يعكس هذا الحادث يقظة وكفاءة رجال الأمن الوطني والدرك الملكي في التصدي للجريمة والحفاظ على الأمن، ويبرز أيضاً أهمية تعاون المواطنين ونشطاء التواصل الاجتماعي في دعم الجهود الأمنية لضمان تطبيق القانون وحماية المجتمع.
هذا الحادث يظهر أن الجرائم قد تكون غريبة ومثيرة أحياناً، لكن بتضافر جهود السلطات والمواطنين، يمكن دائماً تحقيق العدالة وضمان سلامة وأمن المجتمع.