مغربية بريس
القنيطرة بعيون ابنائها
يقود رجال عبد الوفي لفتيت بالعديد من المناطق والشوارع بمدينة القنيطرة، حملات جريئة ومنسقة في مواجهة مباشرة مع محتلي الملك العمومي، هذه الظاهرة التي باتت تشكل عقبة في طريق التنمية، ومعضلة كبيرة ساهمت بشكل كبير في تفريخ البراريك والبناء العشوائي بالشوارع العامة والساحات حتى أضحى المرور من هناك من سابع المستحيلات.
وفي هذا السياق، انطلقت الجرافات بمحركاتها المزمجرة بمنطقة بئر الرامي تحت اشراف رجال السلطة المحلية البواسل مشكورين، وهي الحملة التي طالت مناطق كبرى ك اولاد اوجيه، الساكنية، العصام وغيرها، اذ بات باشا منطقة اولاد اوجيه “الحسين الرابحي “نموذجا يحتدى به وعنوانا بارزا على مواقع التواصل الاجتماعي، ضمن مواقف بطولية خلفت ارتياحا كبيرا بين صفوف المواطنين، فيما نالت نصيبها الأوفر من التعاليق الايجابية على رواد مواقع التواصل الاجتماعي.
هنا بمنطقة “معمورة”، يتساءل كثيرون عن الأسباب الرئيسية وراء عدم انطلاق مثل هاته الحملات، علما أن المنطقة تضم مقاطعة حضرية بموارد بشرية ولوجستيكية كافية لاطلاق مبادرة على غرار ما يجري بالمناطق أخرى، لاسيما وأن ظاهرة احتلال الملك العمومي بعاصمة الغرباوية بلغت مداها في ظل تغول أصحاب بعض المقاهي والمتاجر والمطاعم بالشوارع العامة الرئيسية، وكذا الساحات، ناهيك عن تفشي ظاهرة الباعة الجائلين بعرباتهم وسياراتهم مخلفين أطنان من الأزبال والنفايات في منطقة لافيلوط تعاني أصلا من تدني الخدمات المرفقية التي لم ترق لمستوى تطلعات المواطنين من دافعي الضرائب.
هنا بالمدينة العليا “لافيلوط ” تابعة للملحقة الإدارية الاولى، حوّل بعض محتلي الملك العمومي الساحات والشوارع إلى ضيعة خاصة في ملكهم، يتصرفون في ملك الدولة كما يحلو لهم ، ويلحقونه بأملاكهم الخاص، محطمين أرقاما قياسية في عملية احتلال الملك العمومي،حيث زحف الاسمنت والكراسي والمظلات على المساحات الخضراء والساحات فتحولت الحدائق الصغيرة وعلى قلتها إلى فضاءات خاصة، حتى المحلبات تحولت بقدرة قادر إلى مقاهي، بل هناك من بنى أسوارا من الرخام الغالي الثمن وتفنن في زخرفتها..
بعض الغيورين من أبناء المدينة، استنكروا الظاهرة، وشددوا على أن الملك العام للدولة تحول إلى ملك خاص، بيد أنه أصبح يشكل كابوسا يهدد مصالح السكان، الذين يضطرون في كثير من الأحيان إلى النزول إلى الشارع والمشي وسط السيارات والشاحنات رفقة صغارهم من أجل الوصول إلى غاياتهم تفادي للاصطدام بالأسوار المتحركة، معرضين حياتهم للخطر.
فيما آخرون أكدوا على أن هذا الهجوم الكاسح على الملك العمومي الذي تعرفه منطقة لافيلوط، وأمام أنظار المسؤولين ، يثير أكثر من علامات استفهام وتعجب واستغراب، وفي نفس الوقت، يبين بالملموس الفشل الذريع في التصدي لهذا الغزو الغير القانوني على الملك العمومي، مطالبين الجهات الوصية العمل على إيجاد مقاربة حقيقية بإمكانها المساهمة في الحد من هذا النزيف واسترجاع الفضاء العمومي الذي من المفروض أن يدر أرباحا طائلة لخزينة الجماعة، ويكون بالتالي في خدمة المجتمع.
أمام تفشي هذه الظاهرة بشكل مخيف، وأمام صمت الجهات المعنية، انتقلت العدوى إلى أصحاب المحلات بالأحياء السكنية، الذين بدورهم تراموا على الملك العمومي المتواجد أمام منازلهم، وقام كل واحد منهم بإحاطة المساحات المتواجدة أمام محل سكناه بسياج، ووضع مدخلا يوصله إلى منزله بكل حرية، وكأن الجزء المترامي عليه يعود لملكيته، كما لم يكتف أبطال هذه الظاهرة بالإستحواذ على المساحات العمومية المخصصة للراجلين، بل وصل بهم الحد إلى وضع حواجز حجرية تمنع المواطنين من التنقل، أو ركن سياراتهم بالليل” كأحياء مثل الخير، ومجمع الخير، وحي سيدي عبد الكريم، وحي الكمال، ومعظم الأحياء السكنية… بوثيرة متسارعة ومخيفة..”.
فإلى حين انطلاق الجرافات بالشوارع العامة مدعومة بعناصر السلطات المحلية وأفراد الأمن والقوات المساعدة لتحرير الملك العمومي وإعادة الحقوق إلى أصحابها، يبقى الأمل قائما لاتخاذ مواقف جريئة على غرار مايجري بالكثير من المدن المغربية من قبل رجال عبد الوفي لفتيت الشرفاء.؟