متابعة مغربية بريس
محمد شقرون : سيدي الكامل
تعيش الساحة السياسية المغربية حراكا هاما سيؤثث المشهد السياسي القادم خاصة الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، تقارب قطع خطوات هامة ، فهل سيرى النور و يتحقق كوحدة فعلية تقدم الإضافة النوعية الفاعلة في المشهد السياسي بما يحقق الحضور الفاعل في حقل التنمية الشاملة .
لقد شكل لقاء الرباط الذي جمع محند العنصر الأمين العام للحركة الشعبية و وفد من حركة قادمون برآسة المصطفى المريزق الناطق الرسمي باسم الحركة مدخلا لتقارب سياسي يلوح في الأفق بين الحركتين .
حركة قادمون في بلاغ صادر عنها اعتبرت الزيارة تشاورية و أنها تمحورت حول المسار النضالي لحركة قادمون و الرؤية المشتركة بين الحركتين و في “مقدمتها قضية المشاركة السياسية في الاستحقاقات المقبلة” .
لقاء هل سيشكل مدخلا لاندماج فعلي بين الحركتين ؟ و ما هي الأسس التي يمكن أن تشكل أرضية لقاء برنامجي بينهما ؟ علما انه و بالرجوع إلى المرجعية و الأهداف المؤسسة لعمل الحركة الشعبية و البرنامج التأسيسي لحركة قادمون و قادرون فان هناك مجموعة من النقاط يمكن أن تشكل أرضية لقاء بينهما رغم اختلاف الصياغات و الفهم لدى كل منهما .
فحركة قادمون تؤكد على المفهوم الترابي الجديد المتعلق بالجماعات الترابية للمملكة، من خلال التعاون والتضامن ومشاركة السكان المعنيين في تدبير شؤونهم، والرفع من مساهمتهم في التنمية البشرية المستدامة ، و إلى المساهمة إلى جانب الجهات والجماعات الترابية في تفعيل السياسة العامة للدولة، واقتراح المشاريع والحلول والبدائل في كل مخططات إعداد السياسات الترابية من خلال المنتدبين والديناميات والهيئات التي تشارك في الحركة، إضافة إلى تأكيدها على ضرورة “المساهمة في التقليل من التفاوتات بين كل الجماعات الترابية للمملكة على أساس المساواة بين المواطنات والمواطنين في الولوج إليها، والإنصاف في تغطية التراب الوطني على مستوى خدمات المرافق العمومية، والحرص على حسن تدبيرها بكل شفافية وجودة ونزاهة، انطلاقا من ربط المسؤولية بالمحاسبة، ونشر قيم ومبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان”، كما أكد على ذلك المصطفى مريزق الناطق الرسمي باسمها . فيما تدعو الحركة الشعبية إلى اعتبار العدالة المجالية و الإجتماعية وإنصاف ساكنة الوسط القروي والمناطق الجبلية إحدى مبادئها الأساسية و تعده مدخلا لمغرب يكرم كافة أبنائه، ويوزع ثروته بعدالة مجالية واجتماعية، و تدعو إلى بناء مستقبل مستقر ومطمئن يوفر الأمن بمفهومه الواسع لكافة المواطنات والمواطنين ، إضافة إلى دعوتها لتعزيز دولة الحق والقانون، وإشاعة روح الوطنية المقرونة بثقافة المواطنة و دعوتها للنضال من أجل ترسيخ حقوق الإنسان ، وصيانة حقوق الوطن والمجتمع .
قواسم قد تشكل أرضية لبناء تصور مشترك من الممكن أن تشكل مدخلا للإجابة على تساؤلات الوضع العام المغربي و رهانات البلاد المستقبلية أمام التحديات الكبرى التي تعترضها.
ربما أضفى البيان الصادر عن حركة قادمون نوعا من الضبابية حول هذا التوجه حينما حصره في التنسيق المرتبط بالاستحقاقات المقبلة .
و للإشارة فقد سبقت هاته الخطوة أخرى مماثلة قادتها حركة قادمون اتجاه جبهة القوى الديمقراطية التي دعا أمينها العام مصطفى بنعلي لعقد مؤتمر استثنائي لإعلان “اندماج” حركة قادرون وقادمون التي يقودها الدكتور المصطفى المريزق ، و المشاورات التي أجريت بين الحركتين لاحقا أرضية لتمهيد توحيد الأفكار والتصورات .
و كانت الأمانة العامة لحزب جبهة القوى الديمقراطية خلال اجتماعها الدوري، عن بعد، المنعقد يومه الخميس 17 شتنبر 2020 ، برئاسة أمينها العام المصطفى بنعلي قد حيت “حركة قادمون وقادرون- مغرب المستقبل” على مبادراتها الخلاقة للمساهمة في تأطير المواطنين، وانفتاحها على المهام المركزية للفعل الحزبي الجاد، المرتبطة بتوحيد قوى اليسار .
خطوة تتطلب الكثير من الوقوف أمام هاته الحركية الثلاثية ، و العلاقة الناظمة بين المكونات الثلاث خاصة و أن الأمانة العامة لجبهة القوى الديمقراطية تحدثت عن وحدة اليسار ، الأمر الذي يطرح أكثر من تساؤل حول مستقبل الانفتاح في العلاقة ما بين الحركة الشعبية من جهة و حركة قادمون ، و علاقة هذا الإنفتاح بتوجه حركة قادمون اتجاه الجبهة ، فهل سنكون أمام وحدية لثلاث مكونات سياسية ، أم أن الأمر لا يعدو عن كونه لقاء جس نبض و مجاملة ، القادم من الأيام سيحمل الجواب .
محمد شقرون