مغربية بريس
متابعة: عبد المجيد الادريسي
لا نثق أبدا هذا هو واقع السياسة بالمغرب وواقع المغاربة اليوم
فى عالم السياسة من الصعب أن تعثر على سياسى يقول الحقيقة، إلا لو كان سابقا ستجد الوزير أو المسؤول أو الفاسد السابق يتحدث مثل ملاك بأجنحة وينتقد الفساد ويقدم رؤى عميقة للمشكلات وحلولا عبقرية بينما وهو فى موقع المسؤولية يكون بليدا وعاجزا وربما متورطا فى كل ما ينتقده بعد مغادرة مناصبه
🛑وطبيعة السياسة أن ما هو مطروح فى العلن من كلمات ضخمة وحديث عن المبادئ والقيم العليا شىء وما هو واقع وحادث من هذا الزعيم أو فذاك أمر آخر.. لن تجد فاسدا يبرر الفساد ولا لصا يجادل فى كون السرقة أمرا مستهجنا ولا انتهازيا يمدح الانتهازية بل إن الفاسدين والمنافقين هم الأكثر قدرة أحيانًا على انتقاد الفساد والدعوة للتطهير
لماذا نقول هذا؟ بمناسبة عدد من محترفى الفساد فى كل العصور وهم يتحدثون عن الطهارة والشرف ولديهم نظريات فى الحديث عن الفساد والدعوة لمواجهته كأنهم من كبار رجالات أجهزة الرقابة و«احذر الفاسد الذى يتحدث كثيرًا عن مواجهة الفساد» وكثير من معارك نراها اليوم على الشاشات، أو مواقع التواصل ظاهرها الحرص على الوطن وباطنها المنافسة للبحث عن مكان بجوار السلطة
عند كل هذا وذاك تأكد فعلا أننا نعيش الإفلاس الحضاري وإنسداد كاملا في الأفق وإستئساد الردائة وموتا أكليتيكيا المجتمع وذلك
🛑عندما تغلق المكتبات العمومية و تغلق المدارس من على مسمعنا ، و يستثمر السياسيون في الخشب و العقار .. و تكون القاعات السينمائية أوكارا للمنحرفين ، و تكون دور الشباب بلا حراس و بها تقضى الحوائج الثي تدمر كبرياء الإنسان
🛑عندما ندمر الأسرة بمفاهيم الحداثة المغشوشة ونحارب القيم بأفلام .المكسيك أو إسطنبول
فنعقد لتقدم مزور لا قاعدة فيه ولا لبنيانه أساس
🛑عندما يرفض مثقف أن يجالس مثقفا أخر لأنه يختلف عنه في الأيديولوجيا وفي الوقت عينه يرافع في الديمقراطية
فيغرد الأول أيديولوجيا ل دمشق أو بغداد ويغني الثاني بحماس لباريس أو الدوحة
🛑عندما تصبح الإشاعة أداة والإفتراء وسيلة والحقد خصلة والغل ممارسة والتربص والمؤامرات والدسائس خططا والقذف والسب والنيل من الرجال حرفة
والمكر والكيد طريقة ..والعزل أسلوبا ..والمحاصرة تكتيكا
🛑عندما نحتقر علوم .الإنسان والمجتمع التي أنهت عمر العظيم محمد أركون والتي تتخدها القوى العظمى أداة للإستعمار العالم فيخرج علينا معالي الوزير المنافق الغبي مصرحا بأن تدريس التاريخ والفلسفة مجرد هدر وقت
تأكدت صدقا أن أفلاطون كان على صواب عندما أكد أن شؤون المدينة من إختصاص الحكماء لا من إختصاص الغوغاء والدوكسا .أعداء الفهم والتحليل
🛑عندما يربح بائع السجائر بالتقسيط أحسن مما يتقاضاه أستاذ باحث لا يستطيع ضمان أسبوغ واحد في فندق مصنف بطنجة وأكادير …وعندما تخصص للبحث العلمي عندنا مزانية أقل من مزانية مسرح بلدي واحد ببلدية باريس .أو فرانكفورت
هذا هو واقع المغرب