مغربية بريس
رسالة من بروکسيل
إعداد ادريس بن ابراهيم
ظهرت طالبان في بيئة حربية مضطربة بهدف إنشاء “نظام إسلامي وتطبيق الشريعة بمفهومهم الضيق والقائم على
4 إختيارات من الفقه الحنفي”
إختارت الحركة لنفسها إسم “طالبان”، والتي تعني “الطلبة”، الذين درسوا في المدارس الدينية
ً الشرعية، ولكونها تتكون من طلبة تلقوا تعليما دينيا في المناطق ذات الغالبية البشتونية شرقي وجنوبي البالد.
أسس الملا محمد عمر حركة طالبان ، في سبتمبر 1994 ،مع 50 طالب من طالب المدارس الدينية في ولاية قندهار جنوبي البالد وكان الهدف من تأسيسها هو إنشاء نظام قائم على “المبادئ الإسلامية” بعد الإطاحة بالإدارة الشيوعية ولمحاربة قطاع الطرق الذين تسببوا في النهب والإختطاف والفساد الذي عم أرجاء البالد. وصل عدد منتسبي الحركة، التي بدأت بـ 50
شخص بعد إقبال طلاب المدارس الدينية الأفغانية على الإنتساب إليها، بينما عدد مقاتلي طالبان اليوم يفوق 75000
فشلت الجماعات الأفغانية في تشكيل حكومة ائتلافية واحتدم الصراع بين الميليشيات الشيوعية والاسلامية والمليشيات
الإسلامية في ما بينها لسنوات دون جدوى،فاستنزفت تلك الصراعات الطويلة المقاومة و حطت من قدراتها، مما أضعف
القادة ورجال السلطة والتكنوقراط ، القامة دولة مدنية عادلة وديموقراطية التي كان الشعب يحلم بها.
منذ ذلك الحين والدولة الأفغانية تمر بأزمة حقيقية لإدارة شؤون البلاد ، مما جعل البعض يعد دولة أفغانستان الذي يبلغ
ساكنتها حوالي 28مليون نسمة، في مصاف الدول الفاشلة في المنطقة. مع العلم ، أن كل دولة التي تستثمر في التعليم والبحث العلمي والتي تفشل في تداول السلطة تتأخرړ فيها التنمية وينهار إقتصادها.
كل ذلك بسبب سوء التدبير وتباعا سينعدم الأمن والإستقرار وسيبقى الباب مفتوحا لتناحرالمجموعات المسلحة فيما بينها على السلطة ، حينئذ، ستكون الدولة آيلة للسقوط في كل لحظة وأمثال هذه الدول هي التي تصنف في القاموس السياسي بالدول الفاشلة.
تسارعت تلك القوى لبسط نفوذها على سائر الأراضي الأفغانية بما فيها العاصمة كابول لفرض الأمن في المدن والولايات
،مما جعل قطاع الطرق والسرقة والإختطاف يملء فراغ الدولة المفروضة ان تكون هي الحاكمة على الشعب ومستوفية
العقد بينها و بين مواطنيها. في هذه الظروف وفي عام 1995 تولدت حركة طالبان .
فتح مكتب سياسي لحركة طالبان
عندما أعلنت قطر في يونيو 2013 عن فتح مكتب سياسي لحركة طالبان ، جاء ذلك بعد إعلان إدارة أوباما عام 2012
عن نية بالده لخروج الجنود الأمريكيين من أفغانستان. وكانت هذه من الممهدات ومحاوالت للوصول إلى إتفاقية السالم.
المفاوضات الأخيرة تطلبت جهودا من أطراف عديدة ،بحيث أنها إستغرقت إحدى عشرة جولة من المحادثات. إتفق الطرفان على خيار السلام كان مبعثه جملة أمور :
استغلال التدخل العسكري الخارجي كورقة انتخابية لكل الرؤساء وكسب الرأي العام الأمريكي نحوه.
للتكاليف الباهظة للوجود األمريكي لأن الحرب كلفت ما بين 760 مليار ) احصاء وزارة الدفاع ( بينما تقول الإحصاءات
الأخرى كمنظمة أوكسفام انه في غضون عشرين سنة فاقت مصاريفها ألفين مليار دولار، بمعنى ان امريكا كانت تنفق اكثر
7 من 65000 دوالر في الدقيقة الواحدة على تواجدها في أفغانستان علاوة على خسارة في كثير من الجنود الأمريكيين
4200 وجنود الحلفاء فاق 1100جندي ، كل ذلك من أجل حرب خاسرة من بداية العجز عن تحقيق الأهداف والحسم بالتدخل العسكري ورأت أمريكا أن الحقائق الجغرافية والتاريخية أقدر على البقاء من الهيمنة العسكرية والسياسية. أدركت أمريكا أن رجوعها إلى الساحة الدولية كمشروع إستراتيجي أهم بكثير من رعاية الشأن الأفغاني و لم يعد، ذات أولوية لسياساتها أن تترك الساحة لروسيا والصين والقوى الإقليمية الأخرى قد يكون خطأ فادحا في سياستها الخارجية.
ً