مغربية بريس
أحمد رباص
بعد ليلة من الهدوء، تجدد إطلاق الصواريخ والقذائف بقوة متجددة، يوم الجمعة 12 ماي، بين الجيش الإسرائيلي والجهاد الإسلامي في غزة، فيما تواصل مصر العمل وراء الكواليس لانتزاع هدنة مع المتحاربين، لكن ستمرار تصاعد العنف في غزة يحبط الآمال في التوصل إلى هدنة.
بعد خمسة أيام من الهجمات والعمليات الانتقامية بين القوات الإسرائيلية والجهاد الإسلامي، وساعات قليلة من الهدوء طوال الليل من الخميس إلى الجمعة، قامت الجماعة المسلحة الفلسطينية – المصنفة على أنها “منظمة إرهابية” من قبل إسرائيل والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة – استؤنفت الأعمال العدائية ظهر الجمعة بإطلاق عشرات الصواريخ باتجاه الدولة اليهودية.
“للمرة الأولى منذ بداية هذه المواجهة الجديدة، أطلقت حركة الجهاد الإسلامي صواريخ باتجاه القدس”، بحسب عرب نيوز . ونقلاً عن هذه الصحيفة السعودية اليومية، زعمت الجماعة المسلحة أنه لا توجد “خطوط حمراء” وأن استهداف المدينة المقدسة “رسالة مهمة تهدف إلى توضيح أن ما يحدث في القدس ليس مفصولاً عن غزة”.
ردت إسرائيل على الفور بشن عدة غارات جوية على غزة، قُتل خلالها قائد عسكري آخر في حركة الجهاد الإسلامي – مما رفع عدد كبار أعضاء الجماعة المسلحة التي حاول الجيش الجيش الإسرائيلي القضاء عليها إلى ستة خلال الأيام الأربعة الماضية.
كما خلفت أعمال العنف خلال هذا الأسبوع بالفعل “33 قتيلاً، من بينهم العديد من الأطفال، وأكثر من 110 جريح” في الجانب الفلسطيني، ومقتل شخص في إسرائيل، حسب ما أوردته قناة الجزيرة.
وبحسب الجيش الإسرائيلي، فإن العملية التي شنتها القوات الإسرائيلية يوم الثلاثاء كانت بالفعل ردا على الهجمات الصاروخية التي اعتقدت انه تم القضاء عليها الأسبوع الماضي من قبل الدولة العبرية، بعد مقتل قيادي في الجهاد الإسلامي خضر عدنان الذي خاض إضرابا عن الطعام داخل السجن.
لا شك أن مقتل قائد عسكري جديد تسبب في استياء كبير للجماعة الفلسطينية المسلحة وزاد من تقويض الأمل في وقف إطلاق النار، بحسب صحيفة (تايمز أوف إسرائيل). في حين لا تدخر مصر، الوسيط التقليدي بين الطرفين المتحاربين، جهدا للتوصل إلى هدنة.
ولا تزال مصر، الوسيط التقليدي بين المتحاربين، تعمل من أجل الحصول على وقف لإطلاق النار، في وقت تتزايد فيه الدعوات الدولية لوضع حد للتصعيد، وهو الأخطر منذ غشت 2022 بين الجماعات المسلحة في غزة وإسرائيل.
وقال محمد الهندي، رئيس الدائرة السياسية في حركة الجهاد الإسلامي الذي وصل القاهرة يوم الخميس، إنه يأمل أن تنتهي محادثات الهدنة في اليوم الموالي، (الجمعة).
وبديهي أن تجدد العنف الذي لوحظ يومي الجمعة والسبت لا يسهل المحادثات لكن “مسؤولا فلسطينيا قريبا من المفاوضات” أكد ل(بي بي سي) أن مصر “قدمت مساء أمس اقتراحا جديدا بوقف إطلاق النار قيد الدراسة حاليا”.
واضافت صحيفة (الموندو) ان “مصادر في غزة واسرائيل أكدت خلال الليلة (الماضية) انه بالرغم من التهديدات والهجمات فان الجانبين يدرسان اقتراح التهدئة المصري” . لكن الصحيفة الإسبانية تشير إلى وجود “خلافات حول الهدنة داخل الجهاد الإسلامي” .
“من جهة، يؤيد قادتها في غزة وقف إطلاق النار، تحت ضغط مصر وحماس، التي تسيطر على القطاع” ، ولكن “من جهة أخرى، يريد قادتها الأجانب إلحاق خسائر فادحة بالعدو ومضاعفة الجبهات، باتباع تعليمات إيران التي تسلحها وتمولها”، تكتب الجريدة.
لا يخامر جريدة (نيويورك تايمز) أدنى شك في أن الهدنة ستوقع في نهاية المطاف، لكنها ، كما تقول هذه الصحيفة، ستكون “وقف إطلاق نار هش آخر ، مثل ذلك الذي لم تحترمه [الجهاد] بعد وفاة عدنان، ثم يوم الثلاثاء بسبب الضربات القاتلة التي شنتها إسرائيل قبل الفجر” .
و”حتى بعد استعادة الهدوء، سيبقى العداء الأساسي” ، تتابع الصحيفة الأمريكية اليومية. لن يتغير شيء يذكر على كلا الجانبين. لن يستمر وقف إطلاق النار إلا حتى اندلاع العنف التالي”.
هذا الرأي تشاركه جريدة (هآرتس) التي ذهبت إلى أنها شهدت كل هذا بالفعل، وأنها تعرف المؤامرة ونتائجها، وهذا في نظرها لا ينتقص من الحقيقة المأساوية والمقلقة على السواء، وهي أن العملية سياسية لا طائل من ورائها، مجرد مقدمة للتصعيد القادم.
وتلخص جريدة (المونيتور) الموضوع بقولها “إنها حرب بلا رابح، معركة دائمة من أجل الشرف، من أجل صور انتصارات خيالية، وقبل كل شيء لكسب الوقت “. وأضافت الجريدة أن “إسرائيل تطمح إلى تفريغ فترات العنف. تطمح حماس إلى زيادة نفوذها وقوتها ومكانتها لدى الشعب الفلسطيني. والجهاد الإسلامي يتطلع إلى القيام بهجمات .
وبما أن التوتر لا زال على أشده بين الإسرائيليين والفلسطينيين وبعد ليلة أخرى من العنف، أعلنت منظمة الجهاد الإسلامي الفلسطينية عن اغتيال سادس قيادييها العسكريين الذين قتلوا في غارات اسرائيلية على قطاع غزة خلال الأخيرة التي شهدت تصعيد العنف بين الطرفين.
وقال المتحدث إياد الحسني، المسؤول في الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، إن القائد العسكري السادس قتل مع اربعة فلسطينيين آخرين إثر غارة على منطقة مأهولة بالسكان في وسط غزة.
أفاد مراسل الجزيرة يوم الخميس الماضي بأن الفصائل الفلسطينية طلقت دفعة صاروخية جديدة من قطاع غزة على مواقع وبلدات إسرائيلية.
وأشار المراسل إلى استهداف مدينة سديروت شمال شرقي القطاع، في حين أعلنت قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية انطلاق صفارات الإنذار في منطقة غلاف غزة.