استراتيجية محكمة لمقاربة الزيارات الميدانية موضوع اتفاقية الشراكة بين مندوبية التعاون الوطني و جامعة ابن طفيل بالقنيطرة

مغربية بريس :الوافي محمد

على امتداد شهر دجنبر عرفت مجموعة من مؤسسات الرعاية الاجتماعية زيارات ميدانية كانت موضوع اتفاقية الشراكة بين المندوبية الإقليمية للتعاون الوطني بالقنيطرة و جامعة ابن طفيل شعبة علم النفس.
و في هذا الإطار أكد لنا الاستاذ مولاي التهامي الباديدي رئيس شعبة علم النفس المعرفي، وأحد الساهرين على التنزيل العملي لاتفاقية الشراكة،أن من أسباب نجاح الشطر الأول للزيارات الميدانية و المتضمن لأربعين ساعة متعلق بالصرامة في الحضور خلال هذه الزيارات فبعد بناء مقاربة شاملة، بناء على تجربة السنة الفارطة تكون لنا – يضيف نفس المصدر- تصور واضح أنه لإنجاح هذا المشروع علينا استحضار كل الإكراهات و معالجتها بشكل كلي واضح و لعل أبرزها الجانب المتعلق بالتأمين حيث تم في هذا الإطار التنسيق مع شركات التأمين لتأمين 120 طالبا للتغلب على أي طارئ يمكن أن يعيق الزيارات الميدانية، و أعطى مثالا متميزا فإذا كانت الدولة قد قامت ببناء مجموعة من المؤسسات المتعلقة بالميدان الإجتماعي كدور الطالب ودور المسنين أو الشيخوخة إلا أن الإكراه المطروح متعلق أساسا بالعنصر البشري، فغياب العنصر البشري المؤهل يطرح إشكالات عميقة، و بالتالي فالمطلوب هو عنصر بشري متكون و متخصص سواء في علم الإجتماع أو علم النفس، و يضيف الأستاذ مولاي التهامي الباديدي أنه من ضمن الإشكالات التي طرحت علينا كون الطلبة ينتمون إلى مدن و أقاليم خارج مدينة القنيطرة كسيدي يحيى الغرب و سيدي سليمان و مكناس و الفقيه بنصالح و طنجة و الخميسات هنا كان تدخل مسؤولي قطاع التعاون الوطني إذ تكلفوا بالتنسيق مع مختلف مندوبيات التعاون الوطني لتوفيرمجموعة من المؤسسات التابعة في التعاون الوطني لتسهيل المأمورية على الطالب من جهة و لكي تكون هناك متابعة من جهة أخرى.
على أن المطلوب من الطلبة هو إنجاز تقارير حول هذه الزيارات مرفقة بوثيقة تتبث استيفاء الطلبة لأربعين ساعة من الزيارات الميدانية مع الأخذ بعين الإعتبار ملاحظات مسؤولي مؤسسات الرعاية الاجتماعية.
و تحدث الأستاذ على أنه خلال المرحلة الثانية من هذا التدريب سيكون المطلوب بعد تعرف الطلبة على المهام التي يقوم بها التعاون الوطني في هذا المجال، إنجاز بحوث ميدانية تحت إشراف الأستاذ المشرف و بالتنسيق مع مؤسسة التعاون الوطني و هذا هو بحث التخرج يضيف ذات المصدر. مؤكدا أنه من الأهداف المستقبلية لهذا التكوين أولا توفير عنصر بشري سيكون رهن إشارة مختلف التخصصات ذات العلاقة بالميدان من جهة ومن جهة تانية أن مختلف البحوث التي سيقوم بها الطلبة ستكون كمعطيات رقمية رهن إشارة مؤسسة التعاون الوطني.
إلى ذلك ذهب الأستاذ جمال الوافى – أستاذ علم النفس الإكلينيكي – أن من أسباب نجاح هذه الإتفاقية مرتبط إلى حد ما بنجاح العلاقات الشخصية و النية الصادقة في تطوير العمل الإجتماعي و النفسي، و هذا كله – يضيف- يصب في خانة خدمة الوطن بشكل عام، منوها في ذات الآن بتظافر كل الجهود من أجل خدمة الطالب ، تكوينا علميا دقيقا، و أن الهدف في الأساس ليس إحسانيا و لكن معننة القطاع بشكل عام.
فيما أكد الخبير في مجال الطفولة و الإطار بالتعاون الوطني سفيان الرياضي أن عملية التنسيق بين مختلف مؤسسات الرعاية الاجتماعية كانت بالمواكبة مع جلسات مع مختلف الجمعيات المسيرة لهذه المؤسسات في تخصصاتها الأربعة، و تم توزيع الطلبة بناء على هذا الأساس، كما طلب من مختلف المؤسسات توفير جميع الظروف الملائمة لتوفير مناخ ملائم للإشتغال، و أكد أنه تم التنسيق مع جميع التخصصات دون استثناء.
و علاقة بالموضوع ذهب الأستاذ الزائر بجامعة ابن طفيل و الإطار بالتعاون الوطني محمد البقالي أن السياق الذي جاءت فيه اتفاقية الإطار بين المندوبية الإقليمية للتعاون الوطني و جامعة ابن طفيل هو التوجه الجديد لمؤسسة التعاون الوطني المبني أساسا على برامج محكمة، من بينها برنامج اليقظة الاجتماعية، حيث أعطى الأستاذ تصورا لهذا البرنامج أنه سينطلق كتجربة أولى من مدينة القنيطرة و يعتمد أساسا على تجميع البيانات الخاصة بالفئات الهشة الأربعة، و لكن وفق منهاج علمي سليم مؤكدا أنه بالرغم من وجود كفاءات قادرة إلى حد ما على التنزيل لهذا التصور إلا أنه توجد إكراهات أخرى مرتبطة أساسا بالعنصر البشري، و الحديث عن العنصر البشري يطرح سؤال التأهيل و التكوين، و هنا سجل الأستاذ نقط الإلتقاء مع مجموعة من التخصصات ذات العلاقة بالميدان، لذلك تم التفكير في التوقيع على مجموعة من اتفاقيات الإطار سواء القائمة حاليا مع شعبة علم النفس المعرفي أو في المستقبل مع شعبة علم الاجتماع أو شعبة الجغرافيا….
فيما أكد السيد أحمد العيدي مدير مؤسسة الرعاية الاجتماعية و الطالب بشعبة علم النفس المعرفي أنه من شأن هذه الإتفاقية أن تساهم بشكل عملي وواقعي في الإجابة عن أسئلة ملحة و جوهرية خصوصا تلك المتعلقة بالإجابة عن تأهيل العنصر البشري العامل بمؤسسات الرعاية الاجتماعية إن بشكل آني أو بتوفير العنصر البشري المؤهل مستقبلا داعيا في نفس الوقت إلى المزيد من الإنكباب على خدمة المجال الاجتماعي بشكل عام، و إلى الإنفتاح على شعب ذات العلاقة بالميدان الاجتماعي ومنوها للمجهودات التي تقوم بها مختلف الأطراف ذات العلاقة بالإتفاقية الإطار خصوصا الأستاذين محمد البقالي و سفيان الرياضي و رئيس شعبة علم النفس المعرفي الأستاذ مولاي التهامي الباديدي.

تعليقات (0)
أضف تعليق