أجواء عيد الفطر داخل مركز الإصلاح والتهذيب عين السبع بين الإحتفال والإعادة التأهيل

مغربية بريس 

متابعة خاصة  ……قسم الرباط 

 

يعدُّ مركز الإصلاح والتهذيب، عين السبع، مكان لا يقتصر وظيفته  على احتجاز السجناء وحمايتهم، بل يسعى أيضًا إلى إعادة تأهيلهم وتأهيلهم نفسيًا واجتماعيًا بهدف دمجهم مرة أخرى في المجتمع بعد قضاء فترة عقوبتهم.

ومع قدوم عيد الفطر، تتغير الأجواء داخل هذه المركز، حيث تسود روح من الأمل والتفاؤل رغم الظروف القاسية.

في يوم عيد الفطر، يُلاحظ أن المركز يتزين بالأجواء الخاصة بهذه المناسبة، على الرغم من أن المساحة محدودة والإمكانات متواضعة.

يتم تزيين بعض الأماكن داخل المركز بألوان زاهية وزينة  تجسد أجواء العيد.

هذا التغيير في البيئة يساهم في خلق نوع من البهجة والنشاط بين النزلاء، ويمنحهم شعورًا بأنهم جزء من الاحتفال بعيد الفطر، كما يشعرون بقيمتهم الإنسانية بعيدًا عن شعور العزلة والحرمان.

من العادات المرتبطة بعيد الفطر في المجتمعات المغربية تحضير الحلويات والمأكولات الخاصة بالعيد، وفي مركز الإصلاح، تُحضر بعض  الحلوات والأطعمة بما يتوفر من إمكانيات.

ورغم أن هذه المأكولات قد تكون من تلك التي يتم تحضيرها في البيوت، إلا أن طعمها يكتسب نكهة خاصة في هذا اليوم، حيث يتشارك النزلاء في تناولها مع بعضهم البعض.

هذه اللحظات تساهم في تعزيز الروح الجماعية والتآزر بينهم، مما يساعد في تخفيف مشاعر الوحدة والقلق.

الزيارات والتواصل مع العائلات

من أبرز مظاهر عيد الفطر في مركز الإصلاح هي الزيارات التي يسمح بها للأسر. يعكف النزلاء على لقاء عائلاتهم وأصدقائهم، ويشعرون بالراحة والطمأنينة خلال هذه الزيارات التي تحدث تحت إشراف المركز.

هذه الزيارات تمنح السجناء شعورًا بالانتماء والأمل في المستقبل، وتُعد فرصة لهم للتواصل مع أحبائهم وتبادل التهاني والفرح في هذه المناسبة الخاصة.

أنشطة ثقافية وترفيهية

لإضفاء جو من البهجة والتسلية، قد تُنظم بعض الأنشطة الثقافية والترفيهية في عيد الفطر داخل المركز.

مثل مسابقات، ورش عمل فنية، أو حتى عروض فنية بسيطة تساهم في رفع الروح المعنوية للنزلاء. هذه الأنشطة تهدف إلى توفير متنفس للنزلاء وتخفيف حدة الضغوط النفسية التي قد يعانون منها نتيجة للبيئة السجنية.

لا شك أن الفضل الكبير في إضفاء أجواء العيد الخاصة داخل مركز الإصلاح والتهذيب عين السبع يعود إلى جهود مدير المؤسسة وفريقه العامل. بفضل رؤيتهم الساعية لتحسين البيئة الداخلية وتوفير لحظات من الفرح والتضامن للنزلاء، يتمكن السجناء من الشعور بالانتماء والأمل في بداية جديدة.

 

إن التوازن بين الحفاظ على النظام وتنظيم الأنشطة الاحتفالية يعكس حرص الإدارة على تحسين حياة النزلاء من خلال توفير بيئة مريحة وآمنة تشجع على التأهيل النفسي والاجتماعي.

كلمة السيد عبد السلام سهلي، مدير مركز الإصلاح والتهذيب عين السبع بالدار البيضاء:

اليوم نعيش أجواء احتفالية بمناسبة عيد الفطر المبارك، وهو ما يعكس الجهود الكبيرة التي تبذلها المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج في مختلف المجالات، سواء على المستوى الأمني أو الإدماجي أو الحقوقي. هذه الجهود ساهمت بشكل كبير في تحسين ظروف الحياة داخل المؤسسة السجنية.

كما نحرص في مثل هذه المناسبات على توفير برنامج غذائي متوازن يلبي احتياجات النزلاء الغذائية، حرصًا على رفاههم وصحتهم. وهذه المبادرات تتماشى مع التقاليد المغربية الأصيلة التي تحرص على تعزيز الروابط الأسرية والتواصل بين النزلاء وأسرهم.

وفي إطار هذه الروح الاحتفالية، يتم تمكين النزلاء من إدخال “القفة” في اليوم الثاني من عيد الفطر ولمدة أسبوع واحد، وذلك لتعزيز الروابط العائلية.

وهذا الإجراء يهدف إلى ترسيخ القيم الإنسانية وتعزيز الاندماج الاجتماعي للنزلاء في المجتمع بعد الإفراج عنهم، ليكونوا قادرين على العودة إلى حياتهم بشكل إيجابي ومنتج.

إن هذه المبادرات ليست فقط لتعزيز الروابط الاجتماعية، ولكنها أيضًا تمثل خطوة مهمة نحو تحقيق أهداف إعادة الإدماج السليم للنزلاء بعد قضائهم مدة العقوبة.

إعادة الإدماج الاجتماعي في مركز  الإصلاح: جهود حقيقية ومبادرات إيجابية

جهود المندوبية العامة لإدارة السجون

يعدّ مركز الإصلاح والتهذيب عين السبع في الدار البيضاء من أبرز المراكز التي تساهم بشكل كبير في هذا المشروع الإصلاحي. وفقًا للسيد عبد السلام سهلي، مدير المركز، فإن المجهودات المبذولة من قبل المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج في شتى المجالات الأمنية والإدماجية والحقوقية، تسهم في تحسين ظروف الحياة داخل السجون وتحقيق بيئة إصلاحية تدعم إعادة تأهيل النزلاء.

على الصعيد الأمني، يتم توفير بيئة آمنة داخل المؤسسة، حيث يتم التعامل مع النزلاء وفق أعلى معايير الأمن، بينما تساهم البرامج الإدماجية في إعادة تأهيلهم نفسيًا واجتماعيًا. أما على الصعيد الحقوقي، فتعكف المندوبية على توفير جميع الحقوق التي يستحقها النزيل، بدءًا من توفير الرعاية الصحية وصولاً إلى تقديم الدعم الاجتماعي.

توفير برنامج غذائي متوازن


لا يقتصر الاهتمام بنزلاء السجون على الجوانب النفسية والاجتماعية فقط، بل يشمل أيضًا توفير برنامج غذائي متوازن يلبي احتياجاتهم الطاقية والصحية. وهذا الأمر يعد من المبادرات التي تُظهر حرص المندوبية على توفير بيئة صحية للنزلاء، بحيث يتم تلبية احتياجاتهم الغذائية الضرورية. هذا البرنامج يساهم في الحفاظ على صحة النزلاء ويوفر لهم الراحة النفسية التي تؤثر إيجابًا في سلوكهم داخل السجن.

تعزيز الروابط الأسرية: إدخال “القفة” في العيد

تعتبر المناسبات الدينية، مثل عيد الفطر، من أبرز اللحظات التي تعزز التواصل بين النزلاء وأسرهم. في هذا السياق، يتم تمكين النزلاء من إدخال “القفة” في اليوم الثاني من عيد الفطر، لمدة أسبوع واحد، مما يساهم في تعزيز الروابط الأسرية وتوفير أجواء من الألفة والمودة بين الأسر والنزلاء. تعد هذه المبادرة خطوة هامة نحو ترسيخ القيم الإنسانية وتعزيز التواصل العاطفي بين النزلاء وأسرهم، مما يساهم في تخفيف حدة العزلة التي قد يشعر بها النزيل داخل المؤسسة.

الهدف من هذه المبادرات: إدماج النزلاء في المجتمع

 

تكمن أهداف هذه المبادرات في تعزيز الاندماج الاجتماعي للنزلاء بعد الإفراج عنهم. إذ تهدف المندوبية إلى تجهيز النزلاء للعودة إلى المجتمع بشكل إيجابي، من خلال تسهيل العلاقات الأسرية والاجتماعية في مراحل ما قبل الإفراج. هذا يعكس التزامًا جادًا بتنفيذ برامج تهدف إلى إعادة الإدماج الاجتماعي، حيث يُشجّع النزلاء على اتخاذ قرارات إيجابية في حياتهم المستقبلية، ويعزز لديهم القدرة على التفاعل السليم مع محيطهم الاجتماعي.

خاتمة

إن الجهود التي يبذلها مركز  الإصلاح  والمندوبية العامة لإدارة السجون في مجال إعادة الإدماج الاجتماعي ليست مجرد واجب إنساني، بل هي خطوة أساسية نحو بناء مجتمع آمن ومتلاحم.

من خلال الاهتمام بالجوانب الإنسانية، وتوفير بيئة إصلاحية صحية، وتعزيز الروابط الأسرية والاجتماعية، يسعى المركز إلى أن يصبح النزلاء أفرادًا قادرين على المشاركة في المجتمع بفاعلية بعد الإفراج عنهم.

 

تعليقات (0)
أضف تعليق