الديبلوماسية العلمية الموازية مختبر الفلسفة وقضايا العصر بكلية الآداب بنمسيك بالمغرب

مغربية بريس
تغطية: أحمد طنيش

عودنا مختبر الفلسفة وقضايا العصر بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك الدار البيضاء، بلقاءاته النوعية في الشكل والمضمون خدمة للبحث العلمي وتأهيلا للباحث، في هذا الإطار وتبعا لدينامية الجامعات الدولية

 

ومختبراتها استضاف مختبر الفلسفة وقضايا العصر في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك في الدار البيضاء، خلال شهر شتنبر 2024، أستاذ الدراسات الإسلامية والشرق أوسطية بجامعة برلين الحرة بألمانيا، الدكتور فلوريان زيمين مدير معهد الدراسات الاسلامية من جامعة برلين ألماني، في محور منهجية البحث في الدراسات الدينية، “الإسلام نموذجا”، وعقد لقاء مفتوح مع طلبة الدكتوراه، ومناقشة تجربة الأستاذ لفوريان في الدراسات الدينية، أدار اللقاء وقدم له مدير المختبر الدكتور عبد اللطيف فتح الدين والدكتور محمد الشيخ،

 

بحضور متنوع من باحثين وطلبة الدكتوراه وأساتذة من عدة تخصصات، تمركزت مداخلة الدكتور فلوريان زيمين حول “منهجية البحث في الدراسات الدينية” الدراسات الإسلامية تحديدا؛ إذ أشار المتدخل إلى أهمية الحوار والتواصل العلمي بين المفكرين والباحثين المغاربة والألمان لهدف تبادل التجارب الأكاديمية بين الجامعتين المغربية والألمانية في شتى مجالات البحث العلمي ومواكبة لأهم القضايا الفكرية التي تتيرها الدراسات الإسلامية وغيرها، والتي يتم رصدها من الداخل كما الخارج؛ سيما والرصد الخارجي له حيادية معرفية وعلمية؛ إذ ليس بالضرورة أن يدرس الإسلام من طرف المسلمين فقط وكذلك الأمر يخص باقي الديانات.
استحضر الباحث في معرض حديثه المباحث الكبرى، مثل اللاهوت الإسلامي الذي يركز على المجال الديني ومايرتبط به من علم الكلام وغيره، وربط ذلك بالمقارنة بين باقي المجالات اللاهوتية في الأديان الأخرى رصدا للمختلف والمشترك والمتعارض، نحو فهم المجتمعات العربية والغربية، وقضية الاستشراق. وتيمة الدراسات الإسلامية باعتبار الإسلام دين وثقافة وبعد سياسي وفكري وغيره، الأمر الذي يتطلب الوعي بالقيم والباحث عليه أن يكون واعيًا بالقيم المؤثرة في اختياراته البحثية وأن يتجنب أحكام القيمة. أما بالنسبة للنص الديني وواقعه، فمن الضروري التمييز بين الدين كما يرِدُ في النصوص الدينية وبين تجربته الحياتية، دون إغفال الجانب المتعلق بالخلفية المعرفية، حيث ناقش د.فلوريان، الخلفية المعرفية التي توجه منهجية البحث، والتي تتضمن الانطلاق من تاريخ المفاهيم وعلم الاجتماع المعرفي، وأكد المتدخل الضيف، أن تاريخ المفاهيم يساعد الباحث في تحليل المفاهيم وفق الخلفية التاريخية لميلاد المفهوم ومرجعيته المركزية، مما يعزز الفهم المشترك بين المجتمعات الغربية والعربية.


هذا الجدل العلمي الذي تطرحه هذه المقاربات الكبرى يعتبر نتيجة حتمية للبحث العلمي المقارن مفاده أن هناك حوار متواصل وتام وكامل وتفاعلي بين الأديان والثقافات والحضارات الإنسانية من البدء إلى الزمن المعاصر، وقد خلف هذا التفاعل والحوار في تاريخه ومحطاته ومراحله العلمية والمختبرية وجهات نظر علمية متباينة هنا وهناك كما خلف تأويلات وإيديولوجيات، بل إن هناك تكاملا وتلاقحا مشهودا غير أن الإشكال في حامل هذه الثقافات والمتعامل مع هذه المرجعيات بتعدد المواقع والخلفيات وضمنهم من يضن أنه يملك لوحده مرجعية الدين والحضارة.
كانت هذه هي خلاصتي واستنتاجي من لقاء علمي حققه لنا مختبر الفلسفة وقضايا العصر، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك الدار البيضاء، هذا المختبر الذي عودنا على محاورة فكرنا في إطار كوني وعودنا على استحضار المرجعية والوثيقة كما عودنا على مثل هذه اللقاءات التي تخوض وتغوص في الفكر ارتباطا بقضايا العصر وتحاورا حرا معها، وقد تحقق لنا ذلك في إطار طبيعة اللقاء المفتوح في وجه كل الباحثين وطلبة الدكتوراه لمحاورة ومناقشة تجربة الدكتور فلوريان زيمين، ضيف المختبر والكلية والمغرب القادم من جامعة برلين بألمانيا، لملامسة منهجية البحث في الدراسات الدينية (الإسلام نموذجا).

تعليقات (0)
أضف تعليق