مغربية بريس
حاميد حليم- مكتب طانطان
يشكل توقيع المملكة المغربية و دولة الامارات العربية المتحدة على اعلان ” نحو شراكة مبتكرة ومتجددة و راسخة بين المملكة المغربية ودولة الإمارات العربية المتحدة”،يروم ما يرومه من تنمية و رفاه لشعبي البلدين،
وجها جليا للمستوى الرفيع الذي يميز العلاقات الأخوية المتثينة بين المملكة المغربية و دولة الامارات العربية المتحدة ، و التي أرسى أسسها الراحلين الحسن الثاني و زايد بين سلطان آل النهيان، طيب الله ثراهما.
الحدث يأتي غداة الخطاب الملكي السامي بمناسبة الذكرى 48 للمسيرة الخضراء المظفرة، و الذي جاء متمما للتوجه نحو تنمية شاملة للإقاليم الجنوبية مندمجة في بعد افريقي ، يجعل منها بوابة لأفريقيا و منصة للإقتاد الأزرق و وواجهة أطلسية لمنطقة الساحل.
الامارات العربية المتحدة بغض النظر عن سمو العلاقات التاريخية و البينية الكلاسيكية ، و عن موقفها داخل مجلس التعاون الخليجي المؤيد لوحدة المملكة المغربية و سيادته على كامل أراضيه ، فقد كانت سباقة لفتح قنصلية بالعيون.
و هو مؤشر جد مهم يعكس قوة الموقف و تباثه اتجاه المغرب ،و كذلك الانسجام التام و التعاون الاستراتيجي بين قيادة البلدين ، خصوصا و أنه لما يمض شهر واحد على الخطاب الملكي السامي و مضامينه الكبرى و الاستراتيجية التي التقطتها قيادة دولة الامارات العربية المتحدة بشكل فوري و دون تردد، لاعتبارات العلاقات التاريخية المثينة و ثقتها في المملكة المغربية ملكا و شعبا ، و كذلك رؤيتها المتبصرة للسياق الذي يمر منه العالم و التحولات الكبرى الجيو-استراتيجية، و أهليتها التاريخية و الثقافية و الحضارية و الاقتصادية و السياسية، و قدرتها على الاستثمار في الرؤية الملكية لتنمية المنطقة ببعدها المحلي و الاقليمي و القاري و الدولي.
و بالعودة الى مضامين الاتفافيات الموقعة بين المملكة المغربية و دولة الامارات العربية المتحدة بابوظي، بحضور قائدي البلدين، سنجد أن الكثير منها موجه لتمويل مشاريع ضخمة في الصحراء المغربية من بينها مطار (Dakhla Hub)، و ميناء الداخلة الأطلسي ، و هو المنصتان اللتين يتوقع أن تحدثا تغييرا جذريا في ملامح التنمية بالمنطقة ، و تشكلا عصبا حيويا للمشروع المندمج للداخلة “Dakhla Gateway to Africa” ، هذا بالاضافة الى تمويل تطوير ساحل جهتي الداخلة وطرفاية، وتمويل مشاريع الطاقات المتجددة وإنتاج الهيدروجين الأخضر ومشتقاته و تثمين و تسويق الموارد البحرية . و ليست التمويلات المالية ما يستفاد من الاتفاقيات الموقعة يوم 4 دجنبر، بل كذلك الخبرة في الإدارة حيث تعد دولة الامارات العربية المتحدة رائدا في تدبير الموانئ و قطاعات السياحة و التجارة و الملاحة الدولية.
توقيع جلالة الملك محمد السادس نصره الله و سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على اعلان ” نحو شراكة مبتكرة ومتجددة و راسخة بين المملكة المغربية ودولة الإمارات العربية المتحدة” في هذا التوقيت بالذات رسالة واضحة تشطب بشكل قاطع على أي مناورة مستقبلية لمعاكسة مصالح المغرب الذي وضع أساس جديدا لعلاقاته مع الشركاء ، و جعل “مغربية الصحراء” تأشيرة لها.
دخول الامارات العربية المتحدة على الخط كشريك استراتيجي للمغرب في تنمية المنطقة يقطع الطريق على الابتزاز الذي عانى منه المغرب لعقود من طرف الاتحاد الاوربي ، كما سيوفر لدولة الامارات موطئ قدم لتنويع استثماراتها و تمديدها خارج الشرق الأوسط ،خوصا و أن ذراعها المينائي “موانئ دبي العالمية” تنتقي بعناية أهم المنافذ البحرية و المنصات الاستراتيجية لتأمين التجارة العالمية عبر المحيطات و فتح أسواق جديدة، و هو ما سيجعل من المغرب منصة عالمية جاذبة للاستثمار و محطة استراتيجية تربط بين الشرق و الغرب و المشال و الجنوب.