مغربية بريس
متابعة خاصة: قسم التحرير
إن سياق ذكرى ثورة الملك والشعب يأتي في خضم تغلغل المملكة المغربية في جوهر الإنتقال الديمقراطي، ومن أبرز معالم هذه الإرادة الشعبية ـ الملكية هو العفو الملكي الذي شمل الصحفيين والمدونين بمناسبة الذكرى 25 لعيد العرش المجيد، و تشكل الذكرى 71 مفصلا أساسيا في الحياة السياسية للدولة المغربية إذ هناك إشارة قوية لإعادة السياسة إلى سكتها الصحيحة بعد أن أصبح النقاش السياسي غائبا. لكن اليوم القوة المركزية للدولة ماضية بخطى سريعة نحو تحرير أغلب الطاقات السياسية، من هنا فكلمة ثورة نفسها غير مرتبطة بلحظة معينة أو حيز زمني محدد. بل هي تراكمات تستمد دلالتها من تلاحم الشعب والعرش خلال سيرورة ليس وليدة الأمس أو مرمى الغذ، انها علاقة الدال بالمدلول ، أو وجهان لعملة واحدة إن صح التعبير فلا ثورة للشعب بدون ملك ولا ثورة للملك بدون شعب. كذلك في كل المحطات بإنجازاتها ومكتسباتها فهذه الذكرى تنسج واقع الحاضر بدلالات مختلفة لتشكل معنى واحد ووحيد وهو تماهي الشعب والملك. من هنا الديمقراطية هو عنوان المرحلة براهنتيها وتحدياتها. ولعل العفو عن معتقلي حراك الريف وجرادة ووزير حقوق الإنسان السابق قد يؤكد هذا التوجه ويكرسه. ففي غياب قوى سلطة مضادة لسلطة الحكومة الحالية التي فشلت في تنزيل برنامجها لحد الآن، نجد في مقابل ذلك مشاريع كبرى كالحماية الإجتماعية و تعديل مدونة الأسرة وحضور إقليمي في المحافل الدولية ومواقف في قضايا ذات بعد دبلوماسي جريئة بقيادة ملك همام وشعب مخلص له. إنها ثورة قادمة من أطلال الماضي لتبرز في قمم الحاضر ، إنها ثورة ملك و شعب.