الفنانة التشكيلية “كوثر بصير” تحكي قصصا واقعية من خلال لوحاتها

عبد المجيد رشيدي      مغربية بريس       الدارالبيضاء

 

تعتبر الفنانة التشكيلية كوثر بصير، واحدة من الفنانين التشكيليين، الذين ساهموا في إثراء ساحة الفن التشكيلي المغربي والدولي، بلوحات مثلت أعمالا إبداعية جميلة، فنانة ظهرت في الساحة التشكيلية ضمن أسماء مؤثرة وفاعلة، فنانة مخضرمة عايشت مسيرة الفن التشكيلي منذ نشأتها وما زالت تسهم فيه حضورا بمشاركاتها في مجموعة من المعارض الوطنية والدولية.

الفنانة كوثر بصير، عبرت عن شغفها بالطبيعة، التي تعود إلى أحضان أوراقها وأشجارها وتقف تتأمل في حديث شيق يعكس هذا الولع بالطبيعة الخلابة، حيث ترى فيها بؤرة الإنعاش للنفس المتشوقة إلى هذا الانطلاق من صخب وضجيج المدن التي تخنق الروح، هكذا شاءت كوثر بصير، أن تحكي حكاياتها ما بين العشق وآلام الروح، لتنتج لنا عملا فنيا في غاية الروعة، يمكن القول إنه فن شامل ومدهش.

أعمالها تشمل المناظر الطبيعية والمواضيع الإنسانية التي تضمنت الملامح والتقاسيم والتعابير التي تكون مضمون الموضوع في أعمالها الجميلة، فيما تجد أن هناك الكثير من الأعمال انسجاما وتناغما بين العناصر المكونة للموضوع من ناحية الملامح والتعبير التي تتضح في الوجه والحركة والألوان التي تسيطر على مساحة اللوحة بشكل عام، مما يوحي بثقة الفنانة بضربات فرشاتها في تكوين اللون واستخدامها بطريقة احترافية للوصول للتعبير المراد في أعمالها الفنية، حيث تتوغل كوثر في مساحات اللوحات، تضع بصمة هناك وأخرى تجد حركات الطبيعة بجمالها مع الألوان الجميلة والجذابة التي تتزين على تلك اللوحة لتخرج لنا تنوع للطبيعة وجمال المكان، هذا ما تحدثت عنه الفنانة المتألقة كوثر بصير من خلال تجربتها.

إيهام الألوان وسحرهم المتألق وتناسق ظل الضوء والموضوع المتاح، هي تلك الخصوصية المفتوحة في أعمال التشكيلية كوثر بصير، اختيارها للموضوع لا يكون وفق سرية يكتنفها الغموض، بل تراها تستكشف أكثر من مرحلة بدقة جماليتها وألوانها الزاهية، شيبة فرشاتها كأنك تراها ذا مهابة تميز رائحة كل لون مثلما تستذوق تلك الفاكهة عن أخرى سواها، فالفنانة كوثر تسعى لعالم إبداعي، حيث دائمة البحث في مساحة اللوحة عن الإدهاش والتحول، لتنسج علاقة طيبة بالموضوع المتاح.

الفنانة كوثر بصير، لا تتوقف عند محطة واحدة، بل تستمر في العطاء وتخوض أغوار الرسم وتستمتع بكل لحظة تعيشها مع عملها للبحث عن نقلة أخرى في نطاق بصمتها التي عُرفَت بها، وبالتأكيد ستكون هناك نقلات أخرى الزمن كفيل بها لتظهر على سطح الساحة التشكيلية الوطنية والدولية وبقناعة تامة فهي لن تقدم شيئا غير مقتنعة به، لتعطي للمتتبع إبداعا لم يخطر على البال، من خلال أعمالها التي تستند إلى روح الفن فهي تلتقط كل حدث بحيوية وطعم.

الجدير بالذكر، أن الفنانة المغربية كوثر بصير، من مواليد سنة 1977، خريجة المدرسة العليا للفنون الجميلة بالدارالبيضاء تخصص الهندسة الداخلية، شقت طريق الإزدهار والتقدم بكل عزم وتباث منذ طفولتها، وتطورت موهبتها مع مرور الوقت، فنانة تدافع في أعمالها عن الحرية والقيم الإنسانية واعتزازها بمغربيتها، فهي تهوى الرسم وكل ما له علاقة بالتشكيل والألوان، شاركت في مجموعة من المعارض الوطنية والدولية، كما أصبحث لوحاتها تغري كل من يشاهدها، وامتزجت الفنانة كوثر، بالحياة اليومية للإنسان، فصورت الإنسان والطبيعة، وذلك لإبراز سمات الخالق في أعماق أعمالها، كما أن لوحاتها لا تخلو من الإنسان في آماله وآلامه.. وغالبا ما نجد اللوحة لديها تضج بالتعبير والحيوية الواقعية، حيث ترتبط ريشتها بقضايا وهموم المجتمع، ضمن أسلوب في غاية الروعة، فنانة متأثرة بالفن التكعيبي والسريالية الرمزية، حيث توظفها برسوماتها لتعطينا فنا جميلا، يخرج من أناملها لوحات فنية رائعة النغم تنبض بالحركة والحياة.

 

 

تعليقات (0)
أضف تعليق