مغربية بريس
متابعة خاصة …..قسم الأخبار
شهدت مدينة القنيطرة ليلة رأس السنة استنفارًا أمنيًا مكثفًا، قاده والي الأمن مصطفى الوجدي شخصيًا، في إطار جولة ميدانية لتأمين الاحتفالات ومراقبة الأوضاع في المدينة. وقد شملت الجولة المركز التجاري الخبازات، الذي يُعدّ أحد أهم الفضاءات التجارية بالمدينة، إلا أن المشهد الذي واجهه والي الأمن أثار صدمة واستياء الجميع.
واقع صادم: مخلفات وأزبال تشوه جمالية الخبازات
عند دخول الفرق الأمنية إلى المركز التجاري الخبازات، برفقة عدد من الصحفيين لتوثيق الجولة، كانت المفاجأة كبيرة؛ مخلفات البيع والشراء متراكمة في كل مكان، أكياس بلاستيكية وصناديق كرتونية متناثرة بصورة تسيء إلى المنظر العام للمركز التجاري. هذه المشاهد عكست سوء التنظيم والإهمال الواضح من طرف التجار والباعة المتجولين.
الأزبال لم تقتصر على داخل المركز التجاري فقط، بل امتدت إلى جميع مداخله وأزقته، ما جعل من الصعب تصديق أن هذا المكان هو مركز حيوي يُفترض أن يجذب الزوار والمتسوقين. لكن في حدود الساعة الثانية عشرة ليلاً، بدا المركز خاليًا من الحركة التجارية تقريبًا، وهو ما يعكس فقدان الثقة في هذا الفضاء بسبب الفوضى والإهمال.
الحملة الأمنية كشفت عن عمق الإشكاليات التي يعاني منها المركز التجاري الخبازات، من بينها:
سوء تنظيم الأسواق الداخلية: افتقار التجار للوعي بضرورة الحفاظ على نظافة أماكن عملهم.
احتلال الملك العمومي: انتشار الباعة المتجولين بشكل عشوائي، بمن فيهم بعض الفراشة من جنسيات إفريقية.
ضعف الإقبال التجاري: انعكاس سلبي مباشر للفوضى على جمالية المركز وجاذبيته للزوار.
ورغم الجهود الجبارة التي تبذلها السلطات الأمنية والمحلية للحفاظ على النظام، إلا أن الإشكال يظل معقدًا بسبب تزايد عدد الباعة العشوائيين وضعف التزام التجار بالتنظيم.
المشهد الذي وثقته الحملة الأمنية والصحفيون يطرح سؤالًا جوهريًا حول مسؤولية التجار في الحفاظ على نظافة وتنظيم المركز. غياب المبادرات الذاتية لجمع المخلفات والحفاظ على جمالية الفضاء التجاري يُظهر قصورًا في الوعي المجتمعي.
من جهة أخرى، يُطرح تساؤل حول دور السلطات المحلية في وضع حد للعشوائيات وتكثيف المراقبة الميدانية. فالمركز التجاري الخبازات يُعدّ واجهة للمدينة، ولا بد من تدخل صارم وجاد يعيد إليه النظام والجمالية.
في ظل هذه الفوضى، بات من الضروري:
تنظيم حملات توعوية للتجار والباعة، تحث على أهمية النظافة واحترام الملك العمومي.
تعزيز التدخلات الأمنية والمحلية، لضمان تطبيق القوانين وردع المخالفين.
وضع خطة شاملة لتأهيل المركز التجاري، تشمل تحسين بنيته التحتية وتنظيم فضاءاته التجارية.
إن الصورة السلبية التي عكستها حملة ليلة رأس السنة عن المركز التجاري الخبازات ليست مجرد حادث عابر، بل هي انعكاس لواقع يتطلب إرادة جماعية لإحداث التغيير. فهل نشهد قريبًا تدخلًا حاسمًا يعيد لهذا الفضاء حيويته وجاذبيته؟