مغربية بريس
عزيز الخنفري ………… العرائش
شهدت الكلية متعددة التخصصات بالعرائش يوم الجمعة 11 أكتوبر 2024 حدثًا ثقافيًا بارزًا، تمثل في إطلاق برنامج رسمي لتدريس اللغة الصينية، بتأطير من أساتذة معهد “كونفوشيوس” بطنجة. هذا الحدث المميز جاء تتويجًا لجهود المستشارة الجماعية بجماعة العرائش **نجية أجبارة**، التي تترأس اللجنة الثقافية والاجتماعية والرياضية والشراكة بالجماعة.
كان للسيدة نجية أجبارة دور محوري في استقطاب سفير الصين بالمغرب، السيد **لي شانغلين**، إلى هذا الحدث عبر تنسيق مسبق مع رئيس جامعة عبد المالك السعدي، بوشتى المومني، وعميد الكلية متعددة التخصصات بالعرائش، محسن بناني مشيطة. حضور السفير أثمر تعميق أواصر التعاون بين المؤسسات الجامعية المغربية ونظيرتها الصينية، كما أثنى على هذه المبادرة التي اعتبرها خطوة هامة في تعزيز العلاقات الثقافية بين البلدين.
وفي كلمته خلال الحفل، أكد السفير لي شانغلين أن تعلم اللغة الصينية يشكل “ضرورة استراتيجية” في العصر الحالي، مؤكدًا أن إتقان هذه اللغة سيفتح آفاقًا واسعة للطلبة المغاربة، سواء على المستوى الشخصي أو المهني. وأضاف: “الصين بلد في أوج التحول، وتعلم الصينية اليوم هو استثمار في المستقبل”. وأشاد بالتعاون المثمر بين الصين والمغرب، خاصة في ظل زيادة الاستثمارات الصينية في قطاعات السيارات والطاقة المتجددة.
من جهته، عبّر **رئيس جامعة عبد المالك السعدي** عن أهمية إدماج اللغة الصينية في برامج الكلية، في ظل النمو المطرد للاستثمارات الصينية في جهة طنجة-تطوان-الحسيمة. كما أكد أن هذا التكوين يواكب الدينامية المتزايدة التي تشهدها العلاقات المغربية الصينية منذ زيارة الملك محمد السادس للصين عام 2016.
بدوره، نوّه **محسن بناني مشيطة**، عميد كلية العرائش، بالدور الريادي الذي ستلعبه هذه المبادرة في تطوير مهارات الطلبة وتمكينهم من فرص واعدة، مرحبًا بالسفير الصيني والوفد المرافق له، وشاكرًا المستشارة الجماعية نجية أجبارة على جهودها.
اختُتم الحفل بزيارة ميدانية للوفد الصيني لمقر جماعة العرائش، حيث استقبلهم **رئيس الجماعة عبد المومن صبيحي** وبعض أعضاء المجلس الجماعي. دار النقاش حول تعزيز التعاون عبر توقيع اتفاقيات توأمة بين العرائش ومدن صينية، بهدف تبادل الخبرات في تدبير الشأن الترابي والاقتصادي.
وقد جرى تبادل تذكارات رمزية بين الطرفين، وسط التزام مشترك على تعزيز الشراكة وتنفيذ مشاريع تنموية تخدم المصالح المشتركة.
تُعد هذه المبادرة نموذجًا يُحتذى به في الانفتاح الثقافي، حيث عبّرت **لينا**، أستاذة اللغة الصينية بمعهد كونفوشيوس، عن تفاؤلها بمستقبل البرنامج في العرائش، مؤكدة أن تعلم اللغة الصينية سيمنح الطلبة فرصة فريدة للانخراط في دينامية عالمية متسارعة.
نجحت **نجية أجبارة**، بمبادرتها الرائدة، في جمع نخبة من الفاعلين المحليين والدوليين تحت سقف واحد، مما يعكس قدرتها على استثمار العلاقات الثقافية لتعزيز التنمية المحلية. هذه الخطوة تؤكد الدور المحوري الذي تلعبه الثقافة في تعزيز التعاون الدولي، وترسم معالم مستقبل واعد لشباب العرائش في عالم متغير.
بهذا الحدث الاستثنائي، تكون نجية أجبارة قد وضعت مدينة العرائش على خارطة التعاون الثقافي الدولي، وأظهرت كيف يمكن للمبادرات المحلية أن تصبح نافذة على العالم، بما يحقق مصلحة الساكنة وينهض بالتنمية المستدامة.