تحليل خاص من صحفية La Tribune Dimanche الفرنسية

مغربية بريس

متابعة خاصة ….   قسم التحرير

تحت عنوان “فرنسا المغرب المصالحة الكبرى”، تسلط صحيفة “La Tribune Dimanche” الفرنسية الضوء على زيارة الرئيس إيمانويل ماكرون إلى المغرب، المقررة غدًا الاثنين 28 أكتوبر 2024، والتي تُعد بمثابة نقطة تحول في العلاقات الثنائية بين البلدين. تأتي هذه الزيارة بعد فترة من التوترات، لكنها تحمل آمالًا كبيرة في استعادة الشراكة التاريخية.

بعد اعتراف فرنسا رسميًا بمغربية الصحراء في رسالة الرئيس ماكرون للملك محمد السادس في يوليوز 2024، أصبحت هذه الزيارة تتجاوز مجرد البروتوكولات الرسمية لتفتح أفقًا جديدًا للتعاون. يسعى الجانبان إلى طي صفحة الخلافات الماضية وبدء مرحلة جديدة تعزز من الشراكة الاقتصادية والثقافية.

تستمر الزيارة لمدة ثلاثة أيام، حيث سيصل ماكرون وزوجته بريجيت إلى الرباط لاستقبال رسمي في القصر الملكي. ستتضمن الأنشطة لقاءات مع كبار المسؤولين المغاربة، بما في ذلك رئيس الحكومة ورئيسي مجلس النواب والمستشارين. كما سيقوم ماكرون بزيارة ضريح محمد الخامس، وهي رمز مهم في تاريخ المغرب، مما يعكس الاحترام والتقدير المتبادل.

ستكون للزيارة أهمية خاصة في تعزيز الروابط الاقتصادية بين البلدين. حيث ستشهد الجامعة الدولية بالرباط اختتام اجتماعات المقاولين المغاربة والفرنسيين، حيث سيناقش ماكرون فرص الاستثمار في القطاعات الاستراتيجية. يُظهر حضور وزراء وفاعلين اقتصاديين من الجانبين أهمية هذه الاجتماعات في تحقيق مشاريع تنموية مشتركة.

كما سيتضمن برنامج الزيارة تناول الغداء مع مثقفين مغاربة وفرنسيين، مما يعكس أهمية الثقافة في تعزيز العلاقات الثنائية. يأتي ذلك في إطار تعزيز التبادل الثقافي والفني الذي كان قد تأثر بفترة التوتر السابقة.

تُعد زيارة ماكرون فرصة ذهبية للبلدين لرسم خارطة طريق جديدة للعلاقات الثنائية، تستند إلى أسس من التعاون والتفاهم. تأتي في وقت حساس حيث يحتاج المغرب إلى دعم فرنسي في مجالات التنمية المستدامة والأمن الغذائي، مما يجعل هذه الزيارة مفصلية في بناء مستقبل مشترك.

مع اختتام الزيارة، سيعكس خطاب ماكرون أمام الجالية الفرنسية في المغرب أهمية الروابط الإنسانية والثقافية، مما يعزز من الفهم المتبادل بين الشعوب.

تأتي زيارة ماكرون إلى المغرب في لحظة تاريخية، حيث تمثل فرصة لتجديد العلاقات وتعزيز الشراكة بين البلدين. من خلال التركيز على مجالات الاقتصاد والثقافة، يسعى الجانبان إلى بناء مستقبل مشترك، يتجاوز الخلافات الماضية، ليُشكل بداية جديدة لعلاقات قائمة على التعاون والاحترام المتبادل.

تعليقات (0)
أضف تعليق