“حفل توقيع كتاب *عشق الممنوع* لمحمد الجامعي: تكريم الأب الروحي لكرة القدم داخل الصالة بحضور شخصيات رياضية وجمعوية بارزة

“حفل توقيع كتاب *عشق الممنوع* لمحمد الجامعي: تكريم الأب الروحي لكرة القدم داخل الصالة بحضور شخصيات رياضية وجمعوية بارزة

مغربية بريس

متابعة  خاصة ……..قسم الرياضة

“وسط أجواء مفعمة بالمشاعر والذكريات، احتضنت قاعة الندوات بغرفة التجارة والصناعة والخدمات بالقنيطرة، مساء اليوم الجمعة، حفل توقيع الكتاب الجديد *”عشق الممنوع”*، السيرة الذاتية لمحمد الجامعي، الأب الروحي لكرة القدم داخل القاعة في المغرب. حضر الحفل عدد من الشخصيات الرياضية والجمعوية البارزة، من بينهم حكيم دومو، رئيس النادي القنيطري، وعبد القادر الخراز، مقدم برامج بوليسية، والأستاذ حسن البصري، الإعلامي المتخصص في المجهول الرياضي والذي يكتب في جريدة *أخبار اليوم*. كما شارك الدكتور عبد الرحيم، أحد الشخصيات البارزة في مجال الطب الرياضي، والذي قدّم خدمات جليلة لفريق النادي القنيطري على مدى سنوات.

 

قناة الجريدة أعدت الروبورتاج التالي

 

شهد الحفل أيضًا حضور الأستاذ سعيد بن منصور، رئيس جمعية “صداقة ورياضة”، التي كرّمت العديد من اللاعبين القدامى، والمدرب هشام الدكيك، الذي حقق شهرة واسعة في مجال تدريب كرة القدم المصغرة أو كرة الصالة، وحاز على مجموعة من الألقاب البارزة، مثل كأس إفريقيا وكأس العرب، إلى جانب تحقيقه مراكز متقدمة في بطولة العالم لهذا الصنف الرياضي. كما شارك في الحفل عدد كبير من محبي كرة القدم والرياضة المحلية، في مناسبة جمعت بين الذكريات والتكريم لمسار رياضي حافل.

عشق الممنوع” ليس مجرد كتاب، بل هو شهادة حية على رحلة طويلة وشاقة، حيث يتناول الجامعي بأسلوبه السلس والشيق تفاصيل رحلته مع كرة القدم المصغرة، تلك اللعبة التي أحبها وعاش من أجلها، رغم كل الحواجز والعقبات التي واجهته.

في قلب مدينة القنيطرة، وعلى ضفاف نهر سبو، بدأ محمد الجامعي رحلته مع كرة القدم المصغرة. كان شابًا طموحًا يحمل لقب “النهيضة”، وعُرف بحبه لفريق “النهضة القنيطرية”. في بداية السبعينيات، جذبت اللعبة أنظار الجامعي عندما رأى طاقم باخرة أجنبية يمارسونها في ميناء القنيطرة. ومنذ تلك اللحظة، قرر أن يجعلها قضيتَه الأولى.

أنشأ فريق “أجاكس القنيطري” في أوائل السبعينيات، ليكون أول فريق مغربي مخصص لهذه الرياضة. كان التحدي الأكبر في تلك الفترة هو النظرة المجتمعية والرياضية التي اعتبرت اللعبة مجرد نشاط ترفيهي. لكن الجامعي ظل مصراً على تطويرها، رغم غياب الدعم من الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم.

في عام 1994، قرر الجامعي السفر إلى مقر الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” للمطالبة باعتراف دولي بفريقه والمغرب كممثل في المسابقات العالمية. ورغم قلة الموارد، قاد فريقه للمشاركة في بطولات دولية مثل كأس العالم في الأرجنتين والمكسيك.

لكن النجاح الدولي كان ثمنه كبيرًا؛ تعرض الجامعي لضغوط من “فيفا” للتخلي عن هيئة “فيفوزا”، التي كانت تدير اللعبة عالميًا آنذاك. رفض الجامعي ذلك، مما جعله عرضة للمضايقات والاتهامات التي وصلت إلى حد السجن.

داخل سجن القنيطرة، عاش الجامعي أصعب فصول حياته. توفيت والدته بعد سنوات من انتظار الإفراج عنه، ولم يتمكن من وداعها. بعد خروجه من السجن، اضطر لمغادرة وطنه نحو الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أسس فريق “أجاكس ميامي” كامتداد لفريقه في القنيطرة.

رغم الغربة، واصل نضاله لنشر اللعبة عالميًا وجعلها رياضة معترفًا بها. كانت الولايات المتحدة محطة جديدة لنضاله، حيث استمر في الترويج للرياضة في بلد مؤثر رياضيًا وسياسيًا على الساحة العالمية.

“عشق الممنوع”: إرث رياضي وإنساني
الكتاب الذي يحمل عنوان “عشق الممنوع” يأخذ القارئ في رحلة عبر محطات حياة محمد الجامعي. بأسلوب سلس ومؤثر، يسرد الكتاب قصة عشق عذري للعبة لم تكن مجرد رياضة، بل وسيلة لتحقيق الأحلام وتخطي المستحيل.

قصة محمد الجامعي هي قصة كفاح رياضي وإنساني، قصة شخص ناضل من أجل حلمه رغم كل العقبات، وترك إرثًا يُلهم الأجيال المقبلة ويعكس قوة الإيمان بقضية والالتزام بها حتى النهاية.

اختُتم الحفل بكلمات مؤثرة من الحضور الذين أشادوا بإنجازات الجامعي، مؤكدين أنه الأب الروحي لكرة القدم داخل القاعة في المغرب. كما عبّر الجامعي عن امتنانه لكل من سانده في رحلته، مُهدياً هذا الكتاب لكل شاب يحلم بالتغيير رغم الصعاب.

قصة محمد الجامعي تظل درسًا في الإصرار، ورسالة إلى الأجيال بأن الأحلام تتحقق بالصبر والعمل الجاد، مهما بدت الظروف مستحيلة

اختُتم الحفل بجو من الألفة والود، حيث أُقيم حفل شاي فاخر على شرف الحاضرين، تخللته مجموعة متنوعة من الحلويات المغربية التقليدية، التي أضفت طابعًا خاصًا على الأمسية. تبادل الضيوف الأحاديث والذكريات في أجواء حميمية، مؤكدين أن هذا اللقاء لم يكن مجرد مناسبة للاحتفاء بالكتاب فحسب، بل أيضًا فرصة لتعزيز الروابط بين الأجيال المختلفة من عشاق الرياضة والمجتمع المحلي

تعليقات (0)
أضف تعليق