حين أصبح الجرح وسامًا: زكرياء بطل في زمن الخطر

حين أصبح الجرح وسامًا: زكرياء بطل في زمن الخطر

مغربية بريس

متابعة خاصة ……..أسامة أفقير

في زمن تتسارع فيه الأحداث، وتتشابك التحديات، يخرج من بين الصفوف رجال لا يبحثون عن الأضواء، لكن أفعالهم تفرض نفسها على قلوب الناس قبل عناوين الصحف. زكرياء، شاب في ريعان العطاء، اختار أن يكون في الميدان، في قلب المواجهة، حيث الخطر لا يُمهل، والخوف لا يُرحم.

 

هو أحد عناصر فرقة محاربة العصابات التابعة لولاية أمن القنيطرة، وجد نفسه، يوم الخميس 10 أبريل، أمام مشهد غير عادي. تدخل أمني روتيني لتوقيف شخص في حالة غير طبيعية، تحوّل في ثوانٍ إلى لحظة فارقة بين الحياة والموت. المشتبه فيه، البالغ من العمر 41 سنة، لم يتردد في مقاومة عناصر الشرطة بعنف خطير، مستعملًا سلاحًا أبيض، ليصيب الشرطي زكرياء إصابة بليغة على مستوى الوجه، ويخلّف جروحًا خطيرة لدى شرطي آخر.

 

رغم الجراح، لم يتراجع زكرياء. في تلك اللحظة، كان الوطن حاضرًا في صدره، والمهمة أقوى من الألم. تصرف زميله بحزم، واضطر لاستعمال السلاح الوظيفي لتحييد الخطر، لتنتهي الحكاية بمصرع المعتدي، ودخول زكرياء وزميله في رحلة علاج تحت الرعاية الطبية.

 

لكن ما بدأ كواقعة أمنية، تحوّل بسرعة إلى قصة إنسانية ألهمت الجميع. انتشرت صور زكرياء، وتدفقت رسائل التضامن والدعاء من كل جهات المغرب. مواطنون عاديون، وفعاليات مدنية، ووجوه إعلامية، جميعهم وقفوا احترامًا لرجل وضع وجهه في مواجهة السلاح، دون أن ينسحب أو يساوم.

زكرياء لم يكن بطلًا في فيلم، بل بطلًا من لحم ودم، نزف من أجل أن نبقى نحن في أمان. جرحه لم يكن نهاية، بل بداية لقصة ستُروى للأجيال: قصة رجل آمن بواجبه، وواجه الخطر بشجاعة نادرة.

في كل مدينة هناك زكرياء.. رجال يسهرون بصمت، يحموننا دون أن نعرف أسماءهم، لكننا اليوم نعرف اسمًا واحدًا منهم: زكرياء.

الشفاء العاجل له، ولكل رجال الأمن الذين لا تغفو أعينهم كي ننام نحن بسلام.


 

تعليقات (0)
أضف تعليق