ذكرى عاشوراء بإقليمي آسفي تراث زاخر بالعطاء ، مفعم بألوان من التعابير

مغربية بريس
عبد الرحيم النبوي: مكتب اسفي

تشكل ذكرى عاشوراء بإقليمي آسفي مناسبة للاحتفاء بالموروث الثقافي والاجتماعي و الديني بحاضرة المحيط مدينة آسفي،وهي مناسبة كذلك لبعث الفرحة والبهجة في نفوس الأطفال.
تعرف الأسواق التجارية خاصة الشعبية بمدينة آسفي، انتعاشة اقتصادية، حيث تزدان هذه الأسواق بالفواكه الجافة بـألعاب الأطفال وخاصة منتوج التعريجة التي يتم إنتاجها محليا بقرية الخزفيين بآسفي، أما الألعاب النارية فقد تم حضر بيعها بالأسواق حيث تم القيام بحملة تحسيسية حول مخاطر هذه الألعاب النارية والمفرقعات، ومنع الأطفال والشباب من استخدامها، وتشديد الرقابة الأسرية على الأطفال والشباب لمنع شراء هذه المواد ولحمايتهم من أخطارها حسب ما صرح به احد نشطاء جمعيات المجتمع المدني بآسفي.
ومن جهة ثانية، ويرى الدكتور منير البصكري، باحث في مجال تراث المغربي، أن ذكرى عاشوراء ما هي إلا عادات تعبر عن مظاهر الفرح والحبور ، ارتبطت في الذهن وواقع الممارسة بمعطيات تاريخية، ولعادة عاشوراء في مدينة أسفي، يقول الدكتور منير البصكري ، عناية خاصة واهتمام متميز، فمنذ الإطلالة الأولى لشهر محرم، تشرع النساء في تنظيف وإعادة ترتيب بيوتهن، كما يقوم الرجال بتبييض واجهة هذه البيوت احتفالا ب ” لعواشر ” يلاحظ كذلك مدى عناية النساء بتخضيب شعر رأسهن بالحناء وتزويق أيديهن وأرجلهن بها إضافة إلى اكتحالهن واستياكهن، يصاحب ذلك كله إطلاق الزغاريد واستعمال البخور بقصد رد العين وطرد الأرواح الشريرة ، إيذانا بحلول هذه المناسبة، كما يسارع الرجال إلى خارج السور وبالضبط في مكان يسمى ” باب الشعبة ” حيث تصطف الخيام في نظام محكم ومنظم ،لتخلق سوقا موسمية خاصة لبيع لوازم عاشوراء من قبيل الحناء والكحل وأنواع البخور إلى جانب مختلف أنواع الفواكه الجافة كالتمر واللوز والزبيب والجوز والتين وغيرها من أنواع الحلويات ، دون أن ننسى ” التعارج ” والطبول و كل م يتعلق بالعاب الأطفال بذكرى عاشورة “.
ويبدو أن عادة عاشوراء بأسفي، حسب الدكتور منير البصكري، تراث زاخر بالعطاء ، مفعم بألوان من التعابير، ومشحون بالعبر والحكايات والأفكار والصور الساذجة في تركيبها الفني والروحي ، البليغة في محتواها التعبيري .. صور تتحدث عن عادات وتقاليد ، صور تروي أصنافا من الإبداع وألوانا من الجمال الذي خلد بواسطة إنسان منطقة عبدة ، ذلك التلاحم والحب الذي يربطه بطقوس دينية تعكس نظرته إلى الحياة معتمدا في ذلك على ما ترسب في ذهنه من معتقدات وطقوس
وتأثيرات عقدية وثقافية بقيت في باطنه اللاواعي، فالتشبث بالقيم يعد طريق نهضة الأمم التي تحقق أفضل حياة للإنسان ، وهو الوسيلة الأمثل لتكوين الجيل الصالح وصياغة الشخصية الإيجابية المؤثرة ، ومن ثمة ، نرى ضرورة خلق وقفة تأمل حول عادة عاشوراء وما يرافقها من طقوس وسلوكات ومحاولة تفسيرها من أجل وضعها في إطارها السليم

تعليقات (0)
أضف تعليق