مغربية بريس
متابعة الراصد
المسؤول المغربي كائن يرفض النقد ، لكنه يحبه حبا جما خصوصا إذا كان صعبا . فالأشياء السهلة لا تستهويه ، رغم أنه غالبا ما يتقلد المناصب بالتزكية والتصفيق . و يخوض من أجلها حربا ضروس ، تدور رحاها خارج أسوار المؤسسات ، و تجعل من الصالونات أرضا لها . و يقدم لأجلها قرابين . و لهذا فهو يعتبر المنصب تشريفا لا تكليفا و أن المواطن كائن أحقر من أن يحاسبه على مسؤولية تقلدها رغم أنف الجميع و ضد توجه الجميع . و أن كرسي المنصب حق من حقوقه و ليس منة من أحد ذلك لأنه سرى على نهج كان أبي فيما صفق له عنوة و نفاقا ، بل و خوفا أصحاب ها أنذا ، و أصحاب أن أكون أنا وليس أبي . ذلك لأن أباءهم لم يكونوا شيئا . و إنما كانوا ممن يستظلون بالحائط حتى سقط عليهم . لأن المسؤول رفض ترميمه . و عندما استنكر عليه زملاؤه من المسؤولين إهمال الحائط حتى ذهب بأرواح المصفقين له . فقال لهم لا تخافوا لقد تركوا لنا مصفقين يعشقون الجحور و يفوقون آباءهم في التصفيق .
إنه إكسير توارث التصفيق كما تتوارث المناصب . فهنيئا لمن ورث التصفيق و هنينا لمن ورث المنصب .