ظاهرة الكلاب الضالة في القنيطرة: بين الحلول الإنسانية والحفاظ على سلامة المواطنين

مغربية بريس

متابعة خاصة ددددددددددقسم الأخبار

 

تشهد مدينة القنيطرة جدلاً متصاعدًا حول كيفية التعامل مع ظاهرة الكلاب الضالة، التي أصبحت مصدر قلق للسكان بسبب ما تشكله من مخاطر صحية وأمنية، خاصة بعد تسجيل عدة حوادث هجوم على المارة. في المقابل، تتزايد الدعوات المطالبة بحلول مستدامة وإنسانية تُراعي حق الحيوانات في الحياة وتضمن سلامة المواطنين في الوقت ذاته.

يرى المؤيدون لحملات جمع الكلاب الضالة أو حتى قتلها أن الأولوية القصوى يجب أن تُمنح لسلامة السكان، خاصة الأطفال وكبار السن الذين قد يكونون عرضة للهجوم أو انتقال الأمراض مثل داء السعار. وينطلق هؤلاء من أن الانتشار العشوائي للكلاب الضالة في الأحياء والشوارع يهدد الصحة العامة، خصوصًا مع عدم كفاية التدابير الوقائية مثل تلقيح الكلاب الضالة.
ويرى هذا الفريق أن جمع الكلاب بشكل جذري قد يكون حلاً سريعًا وفعالاً لتقليل المخاطر، على غرار حملات مشابهة تم تطبيقها في مدن مغربية أخرى.

في المقابل، يعارض دعاة حقوق الحيوان والجمعيات المدنية فكرة قتل الكلاب الضالة، معتبرين ذلك انتهاكًا لحقها في الحياة. يدعون إلى تبني حلول أكثر إنسانية وأخلاقية، مثل برامج التعقيم والتلقيح والإيواء. وتُعتبر هذه الحلول جزءًا من استراتيجية طويلة الأمد للحد من تكاثر الكلاب الضالة وضمان سلامة السكان، مع الحفاظ على التوازن البيئي.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه الحلول لاقت نجاحًا في دول أخرى حيث تم خفض عدد الكلاب الضالة بطريقة مستدامة دون اللجوء إلى القتل.

في ظل هذا النقاش، أطلقت السلطات المحلية في القنيطرة، بقيادة القائدة هناء تابع، حملة واسعة لجمع الكلاب الضالة المصابة بالجرب أو التي تشكل خطرًا مباشرًا على السكان، كجزء من خطة تحسين البيئة الحضرية. ومع ذلك، لم تخلُ هذه الجهود من الانتقادات، حيث طالب نشطاء بإشراك الجمعيات المحلية في وضع خطط مستدامة تعتمد على التعقيم والإيواء بدلًا من القتل.

في ضوء هذه المعطيات، يبدو أن الحل الأمثل يتطلب مزيجًا من الإجراءات العاجلة والبرامج طويلة الأمد. فمن جهة، قد يكون من الضروري اتخاذ تدابير فورية لجمع الكلاب الخطرة أو المصابة بأمراض معدية حفاظًا على سلامة المواطنين، ومن جهة أخرى يجب الاستثمار في برامج تعقيم واسعة النطاق وإنشاء مراكز إيواء للحيوانات، مما يُسهم في تقليل أعداد الكلاب الضالة بمرور الوقت.

تُبرز ظاهرة الكلاب الضالة في القنيطرة الحاجة إلى نقاش مجتمعي جاد ومتوازن، يضع في الاعتبار سلامة الإنسان وحقوق الحيوان على حد سواء. وبينما تستمر الآراء في الانقسام، يبقى الأمل في تبني مقاربة شاملة ومستدامة تُحقق التوازن بين الجانبين.

في ظل تصاعد النقاش حول ظاهرة الكلاب الضالة في المدن، يبرز خيار نقلها إلى الوسط القروي كأحد الحلول المقترحة للتخفيف من حدّة المشكلة في المناطق الحضرية. يُعتبر هذا الخيار خطوة نحو تحقيق التعايش السلمي بين الإنسان والحيوان، حيث تتمتع الكلاب في الأوساط القروية بفرص أكبر للتجول بحرية في بيئات أقل كثافة سكانية، بعيدًا عن التوترات التي يفرضها الطابع الحضري. ومع ذلك، يتطلب هذا الحل وضع خطة مُحكمة تشمل تعقيم الكلاب وتلقيحها قبل نقلها، لضمان سلامة الحيوانات وسكان القرى على حد سواء، وتعزيز ثقافة احترام التوازن البيئي في المناطق الريفية.

تعليقات (0)
أضف تعليق