مغربية بريس
متابعة خاصة ……قسم الأخبار
في مشهد درامي يعكس حجم المأساة التي تعيشها الفئات الهشة بمدينة فاس، أقدم عدد من الباعة المتجولين، المعروفين بـ”الفراشة”، على ربط أعناقهم بسلاسل حديدية والوقوف وسط الشارع العام في وقفة احتجاجية غير مسبوقة. تأتي هذه الخطوة التصعيدية احتجاجاً على قرارات السلطات المحلية التي تمنعهم من عرض سلعهم واستغلال الملك العمومي، ما زاد من تفاقم معاناتهم الاقتصادية والاجتماعية.
ربط الأعناق بالسلاسل الحديدية كان رسالة قوية موجهة إلى السلطات والرأي العام، تعبر عن الغضب واليأس الذي وصل إليه هؤلاء الباعة. بالنسبة لهم، يعتبر عرض سلعهم على الأرصفة وسيلة وحيدة لكسب لقمة العيش في ظل غياب بدائل حقيقية تضمن لهم العيش الكريم.
أحد الباعة قال في تصريحات إعلامية: “لسنا ضد التنظيم، ولكننا ضد القرارات التي لا تأخذ بعين الاعتبار معاناة الفئات الضعيفة. أين نذهب؟ وكيف نطعم أبناءنا؟”.
في الوقت الذي تسعى فيه السلطات المحلية إلى تنظيم المجال الحضري وتحسين صورة المدينة استعداداً لاحتضان فعاليات دولية، تغيب عن هذه القرارات رؤية شاملة تأخذ بعين الاعتبار الوضعية الاقتصادية والاجتماعية للفئات المتضررة.
هذه الاحتجاجات كشفت عن فجوة كبيرة بين خطط التنظيم الحضري وواقع الفئات الهشة، حيث يجد الباعة المتجولون أنفسهم عالقين بين مطرقة الفقر وسندان القوانين التي لا تراعي ظروفهم.
تصاعد الاحتقان دفع فعاليات حقوقية ومدنية إلى الدعوة لإيجاد حلول متوازنة تضمن احترام القوانين من جهة، وحماية حقوق الباعة المتجولين من جهة أخرى. ومن بين المقترحات المطروحة:
تخصيص فضاءات قانونية تسمح للباعة بمزاولة نشاطهم التجاري دون التأثير على جمالية المدينة.
توفير برامج إدماج اقتصادي لتمكينهم من الانتقال إلى أنشطة أكثر استقراراً.
إشراك المتضررين في صياغة الحلول لضمان احترام احتياجاتهم وحقوقهم.
ربط الأعناق بالسلاسل الحديدية هو صرخة استغاثة من قلوب أنهكها الفقر والتهميش. يبقى على السلطات المحلية أن تلتقط هذه الرسالة بجدية وتعمل على إيجاد توازن بين تطلعات التنظيم الحضري وحقوق الفئات الهشة.
فهل ستتحرك السلطات لإنقاذ الموقف، أم أن هذه الصرخات ستظل مجرد صدى في أروقة القرار؟ الوقت وحده كفيل بالإجابة.