مغربية بريس
عبد الرحيم النبوي: مكتب اسفي
تم يوم الأربعاء 22 يناير2025 بمعهد تكنولوجيا الصيد البحري بآسفي، توقيع تبادل المذكرات المتعلقة بمشروع تطوير قرية الصيادين من الجيل الجديد بالصويرية القديمة، من طرف زكية الدريوش، كاتبة الدولة لدى وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، المكلفة بالصيد البحري، والسيد كوراميتسو هيدياكي، سفير اليابان بالمغرب، وبحضور محمد فطاح، عامل إقليم آسفي، وعدد من فعاليات مدنية وجمعوية وتمثيليات مهنية والمنتخبون.
ويأتي هذا المشروع، الذي قدرت تكلفته الاجمالية بحوالي قدره 129 مليون درهم، ضمن رؤية شاملة تهدف إلى تحقيق التكامل مع البيئة المحلية، من خلال تثمين الموارد الطبيعية والثقافية التي تزخر بها المنطقة، باعتباره يرتكز على تقديم مفهوم جديد لقرية صيادين حديثة وواعدة، تلتزم بأعلى المعايير الصحية والسلامة البيئية، ومن المتوقع أن يتمكن هذا المشروع، بحلول عام 2029، من تفريغ الأسماك في ظروف تستجيب لمعايير صحية جد مبتكرة ومثالية ، مما يحد من مخاطر التلوث، وتخفيض عدد القوارب الراسية خارج المناطق المخصصة من 105 إلى أقل من 5 قوارب، بالإضافة إلى تشغيل أربع وحدات تسويقية وتجارية جديدة تُسهم في تنشيط الاقتصاد المحلي. إلى جانب ذلك، ستساهم عملية تحديث البنيات التحتية في تحسين دخل الصيادين التقليديين بمنطقة الصويرية القديمة، كما انه بإمكان هذا المشروع ان يشمل أسر المستفيدين المباشرين، ومستهلكي منتجات الصيد البحري، والزوار والسياح في الميناء. كما تعكس هذه المبادرة كتابة الدولة المكلفة بالصيد البحري بتعزيز الديناميكية الاجتماعية والاقتصادية للساكنة المحلية وتعزيز إدارة مستدامة للموارد البحرية.
وفي كلمة لها، أشادت كاتبة الدولة لدى وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، المكلفة بالصيد البحري، بمستوى علاقة المتميزة بين المملكة المغربية واليابان في مجال الصيد البحري تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، وفخامة إمبراطور اليابان ناروهيتو، وهي الشراكة التي تجسدت في المواكبة المتواصلة والدعم لهذا القطاع الاستراتيجي، مبرزة أهمية هذا التعاون في تطوير قطاع الصيد البحري المغربي الذي يُعتبر دعامة أساسية للاقتصاد الوطني، كما أشارت كاتبة الدولة إلى أن هذا المشروع يُعد نموذجًا مبتكرًا يجب تعميمه في مناطق أخرى بالمملكة، وسيشكل رافعة استراتيجية لتحويل وتحديث قطاع الصيد التقليدي ودعم الفاعلين في هذا المجال.
وكشف المهنيون ان الأهداف الرئيسية للمشروع قد حددت في فصل مسارات تداول الأسماك بين المهنيين والعموم، وخلق أنشطة اقتصادية جديدة مرتبطة بنشاط الصيد، مثل السياحة البيئية والصناعات الحرفية التقليدية، بالإضافة إلى تعزيز الجاذبية السياحية للمنطقة، كما يسعى هذا المشروع المبتكر إلى تحويل قرية الصيادين إلى مركز اقتصادي واجتماعي وثقافي نابض بالحياة، مع التركيز على التدبير المستدام للموارد البحرية وتحسين المستوى المعيشي للمجتمعات المحلية.
وللإشارة، فان مشروع قرية الصيادين من الجيل الجديد بالصويرية القديمة، الذي أُنشئ عام 2001 بدعم مالي من اليابان، يعد نموذجًا للتعاون المثمر والمستمر بين البلدين. ويأتي تبادل المذكرات كخطوة جديدة لتطوير هذا المشروع وجعله نموذجا متكاملا ومبتكرا، وذلك عبر تحديث البنية التحتية وتعزيز الأثر الاجتماعي والاقتصادي لهذه القرية.
وقد استفاد من هذا المشروع خلال سنة 2024 ما مجموعه 1200 صيادًا تقليديًا بشكل مباشر، و366 مالكا للسفن، و82 بائعا للسمك بالجملة، كما سجل حجم الإنتاج ارتفاعًا من 500 طن إلى حوالي 1,964 طنًا خلال نفس السنة بقيمة تقديرية تبلغ حوالي 57 مليون درهم.