مؤسسة سيندباد أولمبياد تحتفي بوثيقة الاستقلال والسنة الأمازيغية في حفل تاريخي مميز بالقنيطرة

مغربية بريس

تغطية الحدث /عزيز الخنفري

القنيطرة –في جو من الفخر والاعتزاز بالهوية الوطنية والتاريخ العريق، نظمت **مؤسسة سيندباد أولمبياد الخصوصية بالقنيطرة**، مساء أمس الجمعة، حفلاً ثقافياً وفنياً مميزًا احتفاءً بالذكرى الـ 81 لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، وتكريماً للثقافة الأمازيغية بمناسبة السنة الأمازيغية الجديدة 2975

انطلقت فعاليات هذا الحفل التاريخي في تمام الساعة الثالثة بعد الزوال، حيث استُهل بآيات بينات من الذكر الحكيم، تلاها أداء النشيد الوطني المغربي، في مشهد جسّد قيم الوطنية والانتماء. ثم ألقى مدير المؤسسة كلمة مؤثرة تناولت **أهمية ذكرى 11 يناير** في مسار الكفاح الوطني، إلى جانب الإشادة بالسنة الأمازيغية الجديدة كجزء لا يتجزأ من الموروث الثقافي المغربي.

كما ألقت **السيدة غزلان البغدادي**، المديرة العامة للمؤسسة، كلمة خاصة بهذه المناسبة، سلطت فيها الضوء على أهمية تعزيز الثقافة الأمازيغية لدى الأجيال الصاعدة، مشيدةً بالدور الذي تلعبه المؤسسة في دعم التنوع الثقافي والانفتاح على جميع مكونات الهوية المغربية.

عروض فنية وموسيقية تسلط الضوء على التراث الأمازيغي

شهد الحفل فقرات موسيقية متميزة، حيث قدم مجموعة من التلاميذ والأساتذة **أغانٍ وأهازيج أمازيغية**، أضفت على الأجواء لمسة من الأصالة والتراث. كما تضمنت الفعالية **عروضًا فنية راقية، ورقصات تقليدية أمازيغية**، إلى جانب **عرض أزياء خاص باللباس الأمازيغي التقليدي**، جسّد جمال وتنوع الزي الأمازيغي في مختلف مناطق المغرب.

وكان للأطفال نصيب كبير من الاحتفال، حيث ارتدى العديد منهم الملابس الأمازيغية، مما زاد من جمالية المشهد، وعزز إحساسهم بالفخر بهويتهم وثقافتهم العريقة.

حضور مميز واحتفاء بتراث الأجداد

تميز الحفل بحضور شخصيات بارزة من بينها **السيدة غزلان البغدادي، المديرة العامة لمؤسسة سيندباد أولمبياد**، إلى جانب **مدير المؤسسة، وأولياء أمور التلاميذ**، وعدد من الضيوف الذين أشادوا بجمالية الحدث وأهميته في ترسيخ القيم الوطنية والثقافية لدى الناشئة.

وفي مشهد مميز، عبّر التلاميذ عن سعادتهم بهذه المناسبة، حيث اكتشفوا أن **السنة الأمازيغية جزء من هويتهم الخاصة، وتاريخ أجدادهم العريق**، مما زادهم فخراً بانتمائهم لهذا الإرث الحضاري الفريد.

السنة الأمازيغية.. تاريخ ضارب في القدم

جدير بالذكر أن الاحتفال بالسنة الأمازيغية يعود إلى حدث تاريخي مهم، وهو **اعتلاء الملك الأمازيغي شيشونق الحكم في مصر الفرعونية عام 950 قبل الميلاد**، حيث استمرت فترة حكم الأمازيغ لمصر لعدة قرون. كما أن هذا الاحتفال يعكس ارتباط الأمازيغ بالأرض والطبيعة، حيث كان يُعتبر مناسبة **للاحتفاء بنهاية قسوة الشتاء وبداية موسم الخير والخصوبة.

وزارة التربية الوطنية تدعم الاحتفال بالسنة الأمازيغية

تجدر الإشارة إلى أن **وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة** سبق أن أعلنت عن **إدراج الاحتفال برأس السنة الأمازيغية 2975 ضمن الأنشطة التربوية بجميع المؤسسات التعليمية العمومية والخصوصية**، وذلك بموجب مذكرة رسمية صدرت في 30 ديسمبر 2024.

وأكدت الوزارة في مذكرتها على أهمية تنظيم **ورش فنية، وعروض ثقافية، وندوات تعريفية**، لتعريف التلاميذ بعادات وتقاليد الأمازيغ، وتعزيز فهمهم للتراث الثقافي المغربي. كما يتزامن هذا القرار مع **إعلان 14 يناير عطلة وطنية رسمية لأول مرة، بقرار ملكي تاريخي.**

رسالة تهنئة إلى جلالة الملك محمد السادس

بمناسبة حلول الذكرى الـ 81 لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، توجهت **السيدة غزلان البغدادي، المديرة العامة لمؤسسة سيندباد أولمبياد**، بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى **جلالة الملك محمد السادس نصره الله**، راجيةً من العلي القدير أن يعيد هذه المناسبة المجيدة على جلالته بموفور الصحة والعافية، وأن يحفظ **صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، وصاحبة السمو الملكي الأميرة للا خديجة، وسمو الأمير مولاي رشيد، وسائر أفراد الأسرة العلوية الشريفة**، وعلى **الشعب المغربي قاطبةً.**

حفل تاريخي يجمع بين الوطنية والتعدد الثقافي

اختُتم هذا الحفل البهيج وسط أجواء من الفرح والاعتزاز، حيث أثبتت مؤسسة **سيندباد أولمبياد بالقنيطرة** مجدداً أنها **سبّاقة في إحياء المناسبات الوطنية والثقافية**، معتمدة على إرثها الغني الذي **ورثته عن المرحومة الحاجة طاطة مليكة، والدة السيدة غزلان البغدادي.

وبذلك، لم يكن هذا الاحتفال مجرد مناسبة عابرة، بل كان **رسالة قوية عن أهمية الحفاظ على الهوية المغربية المتعددة الروافد، وتعزيز روح الانتماء للأجيال القادمة.**

تعليقات (0)
أضف تعليق