مغربية بريس
متابعة خاصة ……مطرب معروف
بكل سموّ وإجلال، حين نكتب عن الكاتب والشاعر والناقد محمد كمل، فإننا نكتب عن رجل تتّحد في شخصه المعرفة العميقة، والروح المتأملة، والبصيرة النافذة، رجل ينتمي إلى تلك الفئة النادرة التي وصفها الفيلسوف الفرنسي فولتير بقوله: “العظماء لا يُقاسون بحجم أقوالهم فقط، بل بحجم الصدى الذي تتركه أرواحهم في الآخرين.”
المثقف المتعدد اللغات والعوالم:
محمد كمل ليس مجرد رجل ثقافة، بل هو مكتبة تمشي على قدمين، يتقن أكثر من لغة، لكنه لا يتعامل معها كوسيلة تواصل فحسب، بل كجسور حضارية تمتد بين الشعوب والأزمنة، كما قال الكاتب المكسيكي كارلوس فوينتيس: “أن تتكلم لغتين يعني أن تعيش حياتين.” فما بالك بمن يتقن ثلاث لغات أو أكثر، ويعيش بذلك حيوات متعددة يغني بها مدينته ووطنه ومحيطه الثقافي، بل يجعل من التنوع اللغوي ركيزة لفهم العالم، لا لعزل الذات.
سرعة البديهة وحسّ الروح:
في مجلسه، لا يملك المرء إلا أن يُعجب بسرعة بديهته، وذكائه الذي يقتنص اللحظة ليلقي بقولٍ حكيمٍ أو تعليق عميق، يشبه في ذلك ما قاله الكاتب الفرنسي ألبير كامو: “الذكاء الحقيقي هو ذاك الذي يرافقه البعد الإنساني.” ولئن كانت العيون تُبصر الأشياء، فإن كمل يبصر القلوب والنوايا، يُحلل، يتفكر، ويستشعر، وكأنه ممن وصفهم الشاعر اللبناني جبران خليل جبران بقوله: “ما أعظم الذين يرون ببصيرتهم، لا بأبصارهم.”
نجم بين النخب الثقافية والفنية:
داخل الأوساط الأدبية والفكرية والفنية، محليًا ووطنياً، يشكل محمد كمل نقطة التقاء وتلاقٍ بين الشعراء والروائيين، التشكيليين والمسرحيين، السينمائيين والرياضيين. هو حاضرٌ أينما وُجد الإبداع، يساند، يناقش، يحفّز، دون ادعاء أو رغبة في التصدر. كما قال الكاتب الروسي أنطوان تشيخوف: “المثقف الحقيقي هو الذي يُشعرك بإنسانيته قبل علمه.”
وقد استطاع محمد كمل أن يجمع بين العمق والتواضع، بين التأمل والعمل، بين الكتابة والإصغاء، فصار ملهِما لأجيال من الكتّاب والمثقفين، وصار اسمه علامة على الصدق الفكري والنضج الإنساني، كما أشار الكاتب المسرحي النرويجي هنريك يوهان إبسن حين قال: “العظماء لا يصنعون الضجيج، لكن آثارهم تبقى إلى الأبد.”
كلمة ختم:
من قنيطرة المجد، إلى آفاق الوطن الكبير، يظل محمد كمل سفيرا لجمال الكلمة، ونبل الروح، وصدق الموقف. مثله، لا يحتاج إلى صخب الإعلام ليُعرف، لأنه – ببساطة – واحد من أولئك الذين تحدث عنهم الفيلسوف الألماني فريدريك نيتشه قائلا: “إن الذين يملكون نورا في داخلهم، لا يحتاجون إلى أن يُسلَّط عليهم الضوء.”
فكل التحايا والتقدير لهذا الرجل النبيل، الكاتب الذي يُضيء بحضوره، ويُعمّق بحرفه، ويُبارك بحكمته مجالس الفكر والثقافة في زمن قلَّ فيه المبدعون المخلصون.