نقابات أخنوش و اتفاق بنموسى

مغربية بريس

رشيد لحروز: كتاب واراء

من يزرع الشوك لا يحصد إلا الشوك…
إرتأيت أن أبدأ افتتاحية هذا المقال بهذا المثل لأنه ينطبق على الأحداث السريعة جدا في زمن السرعة هذا و في زمن 5G لأن هذا المثل رأيته رأي العين، حين عودتي من العمل مارا بدواوير الغرب، كانت هناك قطعة أرضية لا ينبث فيها إلا الشوك، آنذاك تبادر الى ذهني هذا المثل و قلت في نفسي ماذا سيحصد هذا إلا الشوك.
فلم يكن أحد يتوقع أن الاتفاق السريع الذي ابرم بين النقابات الخمس الأكثر تمثيلية مع انسحاب FNE ،هو الأسوء في تاريخ الاتفاقات المبرمة مع الحكومات السابقة، رغم أن بوادر التفاهم و التماهي بين الحكومة و النقابات كان باديا و جليا قبل انتخابات 8 شتنبر 2021، حين كانت الآلة الإعلامية موجهة كلها ضد حزب العدالة و التنمية بالأخص و ليس ضد الحكومة المنتهية ولايتها و التي كانت تضم أغلب الأحزاب المشكلة لحكومة اليوم و على رأسها حزب الأحرار، و لأن كما يقال ذاكرة العربي قصيرة أو بالأحرى ذاكرة رجال التعليم، نسيت أسرة التعليم المراسلة الموجهة لعموم الشغيلة المنضوية تحت لواء UMT موقعة من طرف أمينها العام تحث فيها أسرة التعليم بالتصويت لحزب الأحرار و المساندة المطلقة له, و لا أحد يتذكر كيف انبرت هذه النقابات فقط من أجل إسقاط العدالة و التنمية من الحكومة و لا يهم الثمن، لتأتي اللحظة الحاسمة و يكون الثمن هو توقيع اتفاق أجوف مجرد خطوط عريضة و وعود سيتم التفصيل فيها لاحقا.و خير دليل أيضا هو الصمت المطبق بعد التوقيع رغم أن المتعارف عليه بعد أي اتفاقية يتم توقيعها تخرج الأطراف بتصريحات مفسرة، إلا أن الكتاب العامون لهذه النقابات اكتفت بتعليقات على الاتفاق من خلال الواتساب …لشرح وعود الوزارة.
و حتى الوعود التي قدمت على طاولة التوقيع الصباحي،( الكل شارب القهوة و فايق) إنما هي مستحقات نساء و رجال التعليم ينتظرون صرفها من مدة بعد تجميد الترقيات بسبب جائحة كرونا(ترقيات في الرتب و الدرجات و الامتحان الكفاءة المهنية) يعني الحق أصبح في عهد هذه النقابات و هذه الحكومة منة.
هذا هو الشوك الذي جاء آوان حصاده مع بداية يناير الفلاحي: اتفاقيات جوفاء، لقاءات مراطونية، خطابات تخوينية، بلاغات نقابية أحيانا ضد و أحيانا مع، تفرقة بين صفوف نساء و رجال التعليم، و تنسيقيات تتوالد من جديد…
رشيد لحروز

تعليقات (0)
أضف تعليق