مغربية بر يس
متابعة خاصة …….شالة الرملي .
الهجوم الدامي الذي وقع على مسجد الإمام علي في منطقة “الوادي الكبير” بالعاصمة العمانية مسقط كان صدمة كبيرة لمجتمع عمان الهادئ والمتسامح. في هذه المقالة، سنقدم نقدًا لهذه الجريمة البشعة من منظور قرآني، مؤكدين أن قتل النفس التي حرم الله بغير حق لا يمكن تبريره بأي حال من الأحوال.
القتل في الإسلام
الإسلام يحرم قتل النفس البريئة بشدة. يقول الله تعالى في القرآن الكريم:
– “وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ۗ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ” (الأنعام: 151).
– “مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا ۖ وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا” (المائدة: 32).
هاتان الآيتان توضحان بجلاء أن قتل النفس بدون وجه حق هو من أكبر الجرائم في الإسلام، ويعادل قتل الناس جميعًا، مما يدل على حجم هذه الجريمة وخطورتها.
التطرف والفتنة
المهاجمون استخدموا الدين كغطاء لأفعالهم الشنيعة، مرددين عبارات تكفيرية تبرر أعمالهم. هذا الفهم الخاطئ للدين يقود إلى الفتنة والفساد في الأرض، وهو ما حذر منه الله في كتابه الكريم. يقول تعالى:
– “وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ” (البقرة: 191).
– “إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ” (المائدة: 33).
من هذه الآيات، نفهم أن الإسلام يعاقب بشدة كل من يسعى في الأرض فسادًا ويثير الفتنة بين الناس، مما يوضح أن ما قام به هؤلاء المهاجمون لا يمت للإسلام بصلة.
الحفاظ على الأرواح
الإسلام يدعو إلى الحفاظ على الأرواح وإشاعة السلام بين الناس. يقول الله تعالى:
– “وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ. أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ” (البقرة: 11-12).
الأعمال الإرهابية التي تُرتكب باسم الدين هي من أفعال المفسدين الذين يظنون أنهم يُصلحون، بينما هم في الحقيقة ينشرون الفساد والرعب بين الناس.
من خلال الأدلة القرآنية، يتضح أن الإسلام يدين بشدة قتل النفس البريئة والفساد في الأرض. الهجوم على مسجد الإمام علي في عمان هو عمل إرهابي لا يمت للإسلام بصلة، ويجب أن نتصدى لمثل هذه الأفكار المتطرفة بالتوعية وتعميق الفهم الصحيح لتعاليم الدين. علينا أن نتذكر دائمًا أن الإسلام جاء ليكون رحمة للعالمين، وينبغي أن نعمل جميعًا لتعزيز السلام والتسامح بين كافة مكونات المجتمع.