مغربية بريس
متابعة خاصة : المحجوب .ك.
عطفا على مقال لنا سابقا حول احتلال الملك العمومي، و في سياق الحديث عن هذا المشكل الذي يؤرق المغاربة عامة، انطلقت بالقنيطرة حملة للقضاء على عشوائيات أصحاب المقاهي و الدكاكين وأصحاب المأكولات السريعة، هي ليست تحريرا للملك العمومي في حد ذاتها و لكنها بادرة أعطت نفسا و أملا للساكنة على أن تستمر هذه الحملة و تنهي مسالة الترامي على الملك العمومي.هي حملة أظهرت كم كان حق المواطن في الرصيف مسلوبا من طرف هؤلاء و لأول مرة أحسست و معي عموم الساكنة و أنا أتجول عمدا في جنبات المقاهي و الدكاكين التي تم تحريرها، أحسست بالسعادة و الفرح الطفولي وكأني ملكت لعبة جديدة كنت أحلم بها في يوم من الأيام، هي سعادة عودة الرصيف ذلك الممشى الذي يحق لكل مواطن أن يرخي العنان لأرجله إن أراد المشي و التمتع بمدينته أو قضاء مآربه.كما بينت هذه الحملة حجم المخالفات المسكوت عنها و كم هو جشع أصحاب المحلات و المقاهي و بائعي العطرية و التوابل و كم هو حجم الفساد المستشري في الجهاز الرقابي المفروض أنه يجزر المخالفة ابان حدوثها، لأن السكوت عن هذه التجاوزات هي التي أدت إلى هذه المشاكل التي يعاني منها المغاربة الآن، فالأحرى أن يتم معاقبة المسؤولين أولا قبل أن تقوم أي لجنة بهدم و إزالة واجهات المحلات.
هي حملة إذن استبشر معها القنيطريون، و تمنوا ان تستمر، مع الضرب بيد من حديد على كل من سولت له نفسه الاستيلاء على حق من حقوق المواطنين، على أن تستمر الحملة و القضاء نهائيا مع هذا الريع و القضاء على الفراشة و الباعة المتجولين و أصحاب العربات…الذين كانوا في يوم من الأيام يشتكون لغياب أسواق لبيع منتوجاتهم، أما و الحال اليوم لم يعد البتة أي سبب يدفع بهؤلاء الى احتلال الرصيف و عرقلة السيرمع ترك مخلفات الخضر و أحشاء السمك مع رائحة تزكم النفوس خصوصا على جنبات المساجد.
حلمنا أن نصل الى التمدن الذي ينشده الجميع…