والي جهة فاس-مكناس يترأس لقاءً اقتصادياً بمكناس لتحقيق نهضة تنموية شاملة

مغربية بريس

لطيفة معمري…….. ..مكناس

في خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز التنمية الاقتصادية بجهة فاس-مكناس، قام والي الجهة وعامل عمالة فاس، بأول زيارة رسمية له لمدينة مكناس، حيث ترأس لقاءً هاماً صبيحة يوم الخميس، جمع بين الفاعلين الاقتصاديين المحليين وممثلي الهيئات المهنية والمؤسسات العمومية. اللقاء الذي انعقد بحضور عامل عمالة مكناس، رئيس مجلس الجهة، ورؤساء بعض الجماعات الترابية، شكّل محطة أساسية لمناقشة سبل تحقيق إقلاع اقتصادي للمدينة.

خلال اللقاء، تم تسليط الضوء على الإمكانيات الاقتصادية المتنوعة التي تزخر بها مدينة مكناس. وحسب بلاغ صادر عن عمالة مكناس، فإن الاقتصاد المحلي يعتمد أساساً على ثلاثة قطاعات رئيسية:

الفلاحة: باعتبار مكناس منطقة غنية بالموارد الزراعية وتاريخها العريق في هذا المجال.

الصناعة: مع توافر بنية تحتية صناعية قادرة على استقطاب الاستثمارات.

السياحة: حيث تتمتع مكناس بمؤهلات سياحية غنية تشمل المعالم التاريخية والثقافية.

كما أشار البلاغ إلى الإمكانيات الواعدة لتطوير قطاعات أخرى مثل الصناعة التقليدية، الخدمات، واللوجستيك، ما يعزز تنوع البنية الاقتصادية للمدينة.

لم يغفل اللقاء الإشارة إلى الأهمية الكبيرة للمؤهلات البشرية التي تتمتع بها مكناس. فالمدينة تحتضن مجموعة من المؤسسات الجامعية والمدارس العليا ومراكز التكوين المهني، مما يجعلها مركزاً لإنتاج الكفاءات المتخصصة التي تشكل دعامة أساسية لخلق فرص الاستثمار وتحقيق التنمية الشاملة.

تحديات المستثمرين وآفاق التطوير

من جانب آخر، شكل اللقاء فرصة لمناقشة التحديات والصعوبات التي تواجه المستثمرين في المنطقة. وتضمنت النقاشات استعراضاً للعوائق التي تعيق تنفيذ بعض المشاريع التنموية، إلى جانب تقديم اقتراحات عملية لتحسين مناخ الاستثمار.
وفي هذا السياق، دعا والي الجهة وعامل عمالة مكناس إلى ضرورة الانخراط الفعّال في استراتيجيات الدولة في القطاعات المختلفة، مع العمل على صياغة رؤية استراتيجية مشتركة بين كافة الفاعلين. هذه الرؤية تهدف إلى تحديد الأولويات على المدى القريب، ووضع آليات فعالة لدعم الاستثمار وتحويل الفرص المتاحة إلى مشاريع ملموسة تساهم في خلق الثروة وفرص العمل.

اللقاء لم يقتصر على الجانب الاقتصادي فحسب، بل تناول أيضاً المؤهلات الثقافية والتاريخية التي تتمتع بها مكناس. فالمدينة، بتراثها اللامادي الفريد ومعالمها التاريخية، تعدّ رصيداً مهماً يمكن استثماره في تعزيز السياحة الثقافية، ما يساهم في جذب الاستثمارات وتحقيق التنمية المستدامة.

اللقاء اختتم بتأكيد المسؤولين على أهمية التعاون والتنسيق بين جميع الأطراف لتحقيق نهضة تنموية شاملة. وتم التأكيد على أن تضافر الجهود بين القطاعين العام والخاص يمثل السبيل الأمثل لجعل مكناس وجهة استثمارية رائدة على المستوى الوطني.

بهذا اللقاء، تكون مدينة مكناس قد وضعت أولى الخطوات نحو تحقيق رؤية اقتصادية شاملة ترتكز على استثمار مؤهلاتها المتنوعة ومعالجة التحديات التي تواجهها، ما يعزز مكانتها كقطب اقتصادي واعد بجهة فاس-مكناس.

تعليقات (0)
أضف تعليق