والي مراكش آسفي في جولة استثنائية بالمدينة القديمة: رؤية طموحة لحماية التراث وتطوير البيئة الحضرية

مغربية بريس

متابعة …….قسم التحرير

مراكش – في خطوة تعكس اهتمامًا خاصًا بأهمية الحفاظ على التراث التاريخي لمدينة مراكش وتطوير بيئتها الحضرية، قام والي جهة مراكش آسفي، السيد فريد شوراق، بجولة ميدانية تفقدية شملت أبرز المواقع التراثية في المدينة القديمة، يوم الأحد. هذه الزيارة، التي رافقه فيها باشا المدينة وعدد من المسؤولين المقربين، كشفت عن حرص السيد الوالي على الحفاظ على الهوية التاريخية للمدينة، وتطويرها بما يتلاءم مع مكانتها الفريدة في التراث المغربي والعالمي.

بدأت جولة السيد الوالي في حي سيدي عبد العزيز، حيث قام بمتابعة حال الممرات التقليدية والأبنية الأثرية التي تميز الحي العتيق. وقد تأمل بعناية تلك المعالم، مدركًا احتياجاتها الماسة للصيانة والتحسين، ومعبّرًا عن التزامه بالحفاظ على معمارها العريق. كما شملت الجولة زيارة جدار زاوية لحضر وجامع بن يوسف، حيث أظهر السيد الوالي اهتمامًا بالغًا بمراقبة هذه المعالم ذات الرمزية الكبيرة في الذاكرة المحلية، مؤكدًا على ضرورة صيانتها وإعادة تأهيلها.

وكانت دار بلارج، المعروفة بقيمتها التاريخية والثقافية، إحدى محطات الجولة، حيث أشاد الوالي بمشاريع ومبادرات إحياء التراث المغربي، مؤكدًا على أهمية جعل التراث عنصرًا حيويًا في الحياة اليومية لسكان المدينة القديمة. وقد تميزت هذه الزيارة التفقدية بدقة الملاحظة وطرح تساؤلات عميقة عكست إيمان الوالي بضرورة إيجاد حلول مبتكرة للتحديات التي تواجهها المدينة القديمة، مثل صيانة الجدران العتيقة وإصلاح الأزقة التي طالما احتضنت ثقافة المدينة وأهلها.

ولعل ما أضفى طابعًا خاصًا على الجولة هو قيام السيد الوالي بالنزول إلى الميدان شخصيًا، مبتعدًا عن البروتوكولات الرسمية، الأمر الذي عزز جسور الثقة بين السلطات المحلية وسكان المدينة. ورأى المراقبون المحليون في ذلك إشارة إلى التزام حقيقي من الوالي بالاستماع المباشر لاحتياجات الساكنة، والعمل على تطوير المدينة القديمة بما يتناسب مع تطلعاتهم.

اللافت أيضًا هو غياب ممثلي المجلس الجماعي عن هذه الجولة، حيث اعتبر البعض أن هذه الخطوة تعكس استقلالية هذه المبادرة، وسعي السيد شوراق إلى الاطلاع المباشر على الأوضاع، بعيدا عن التأثيرات البيروقراطية المعتادة، ما يؤسس لرؤية واضحة للتطوير الحضري وحماية التراث.

وقد لاقت هذه الجولة التفقدية استحسان العديد من المهتمين بالشأن المحلي، حيث اعتبروا أن حضور الوالي الميداني يبعث برسالة قوية حول التزامه بتطوير بيئة مراكش القديمة، لتبقى مركزًا نابضًا بالثقافة والتراث، ومكانًا يحافظ على هويته التاريخية ويسعى نحو تلبية احتياجات سكانه والزوار على حد سواء.

بهذه الجولة، أظهر والي مراكش آسفي عزمًا كبيرًا على حماية التراث المعماري والثقافي للمدينة، والتأكيد على رغبته في توجيه إمكانيات الجهة نحو تطوير بيئتها الحضرية. إن هذه الرؤية الطموحة تهدف إلى تحسين الأوضاع في المدينة العتيقة، مع إيلاء أهمية قصوى لصيانة تراثها العريق وإعادة تأهيله بما يتماشى مع احتياجات الساكنة وتطلعاتهم.

وفي ظل هذه الخطوة المهمة، تبرز مبادرة السيد الوالي كإحدى المبادرات الرائدة التي تستهدف حماية تاريخ مدينة مراكش وإبراز ملامحها الثقافية، ليكون التراث رافدًا رئيسيًا في تطوير المدينة، والحفاظ على رونقها التاريخي الذي يجذب زوارًا من مختلف أنحاء العالم.

تعليقات (0)
أضف تعليق