مغربية بريس

الجدية بعيون ابنائها

مر أزيد من شهر بالتمام والكمال على تعيين محمد سمير الخمليشي عاملا بالنيابة على إقليم الجديدة ، وكان بإمكان السلطات العليا في البلاد، أن تكلف محمد العطياوي الكاتب العام للعمالة لما راكمه من تجربة كبيرة عندما سير إقليم شيشاوة في غيبة عامله المريض، لكن تلك السلطات كانت ارتأت أن تسير الجديدة بعامل مؤقت سلحته بسلطة القرار ، وهي إذ فعلت ذلك حسب متتبعين، أرسلت إشارات قوية أنها تعول على العامل الجديد ، بما يمتلكه من تجربة ترابية لما كان عاملا على أنفا، أن ينخرط بالسرعة الممكنة في تشخيص وضعية الإقليم وحصر أولويات وانتظارات ساكنته، سيما وأن الخمليشي/ الطبيب منذ أدى قسم أبقراط، يدرك أكثر من غيره أن الأمراض والأدواء نقضي عليها، متى كان تشخيصها سريعا قبل فوات الأوان ، وكلما تأخرنا في ذلك تخرج الأمور عن السيطرة.
والحال أن الخمليشي الذي و لحد الآن لا يعرفه سكان الجديدة حتى ولو صادفوه في الطريق بل الكثيرون منهم يعتقدون أنه لم تطأ رجلاه بعد أرض سيدي موسى بن عمران، يبدو أنه فضل التواري عن الأنظار ، مع الظهور مرة بعد أخرى في صالون الفرس، ولا نجد مبررا لذلك سوى القول بأن ” صفة عامل بالنيابة ” هي التي تكبل تحركاته ولا تمنح له هامشا كبيرا للتحرك ومباشرة مشاكل الساكنة من خلال الاستماع إلى فعاليات المجتمع المدني.
وهو بذلك يدبر مرحلة ” الوقت بدل الضائع ” إلى حين إعلان اللائحة الرسمية للولاة والعمال، التي قد تجود عليه بالترسيم على رأس الإدارة الترابية بإقليم الجديدة ، الذي يوليه عاهل البلاد عناية خاصة من منطلق كونه ” الرئة الصناعية ” لبلادنا .
لكن كيفما سارت الأمور أ في اتجاه ترسيمه أو تعيينه على رأس إقليم آخر ، فإن الطبيعة أبدا لا تقبل الفراغ، ومشاكل الإقليم وساكنته حتما يتعين أن تصان ضد آفة ” هدر الزمن التنموي ” سيما والإقليم وكسائر الأقاليم خارج لتوه من مرحلة ركود مرتبط بجائحة كورونا، وأن خلق العبور الطبيعي والسلس نحو مرحلة ما بعد الجائحة، تفرض بالضرورة مضاعفة الجهود ، المؤازرة ميدانيا بعامل من المفروض أن يترك بصماته سواء أكان بالنيابة أو بالترسيم.
وليست المرة الأولى التي سير فيها الإقليم بعامل بالنيابة، فمنذ إحداث إقليم الجديدة في 1967 ، عشنا التسيير بالمؤقت سنة 2010 وكان عامل الإقليم بالنيابة هو المرحوم مولاي أحمد الوزاني ، الذي تولى الأمور بعد تعيين محمد اليزيد زلو واليا على سطات وإلى حين تعيين معاذ الجامعي عاملا على الجديدة ، ولو بصفته المؤقتة كان المرحوم الوزاني يظهر باستمرار أمام المنتخبين والساكنة ، بل يمشي مترجلا بين أزقة ودروب الجديدة ، بل واتخذ قرارات جريئة في هدم البناء العشوائي والمحافظة على التوازن المطلوب في مناخ الاستثمار والأعمال ، وهي الأعمال التي باركتها وزارة الداخلية ، وعلى خلفيتها الإيجابية عينته رسميا عاملا بولاية الدارالبيضاء الكبرى.

تعليقات (0)
أضف تعليق