مغربية بريس
متابعة خاصة : مكتب الرباط
في مشهد لافت للنظر، انعقدت احتفالات عيد الشغل في العاصمة الرباط، وسط غياب شبه كامل للعمال والموظفين، حيث حضر بعض ممثلي النقابات بأعداد متفرقة لا تمثل سوى جزء ضئيل من أفراد المنظمات النقابية. ورغم التوصل إلى اتفاق مهم بين النقابات والحكومة، فإن الشغيلة كان لها رأي آخر، حيث اختار الآلاف منهم الاستمتاع بيوم العطلة بدلاً من الانخراط في الفعاليات الاحتفالية.
تعكس هذه الحالة حالة من الاستياء والتخبط داخل النقابات، حيث تشهد بعضها تصدعات داخلية بسبب مشاكل قانونية تلاحق رموزها، بينما تواجه الأخرى ارتدادات سلبية نتيجة لصراعات داخلية وفضائح تطال رموزها. وفي ظل هذا السيناريو، فإن الاحتفالات لم تخلُ من التوجهات السياسية، حيث رفع الإسلاميون واليساريون شعارات تنديدية ضد إسرائيل وضد التطبيع.
من جانب آخر، تميزت هذه الاحتفالات بالبرودة وضعف التأطير السياسي، حيث غابت الشخصيات السياسية البارزة عن المنصات النقابية بالقرب من شارع محمد الخامس، في حين حضر زعيم المعارضة ادريس لشكر برفقة نقابة حزبه، متهماً زعماء النقابات الأكثر تمثيلية بالتواطؤ ضد الطبقة العاملة من خلال اتفاقات تقايضية تضمنت موافقتهم على قوانين تقييدية في مجال حرية الاعتصام مقابل تحسينات في الأجور.
هذه الوضعية تجسد صورة عامة لحالة النقابات في الوقت الحالي، حيث تبدو مشتتة ومتخبطة، بعيدة عن تمثيل حقيقي لمطالب العمال والموظفين، وتؤكد على ضرورة إعادة النظر في الأدوار والتوجهات السياسية التي تتبعها، من أجل الارتقاء بالمشهد النقابي وتحقيق مكاسب حقيقية للعمال والموظفين.