جريدة مغربية بريس إقليم شيشاوة
شكلت الادخنة المتصاعدة من مطرح الازبال لمدينة شيشاوة مصدر رعب وقلق لساكنة المدينة عموما وساكنة أحياء الأمل ،الفرح، الحسني، النهضة وتجزئة النهضة خصوصا، فبعد تكرار هذه العملية ومصادفتها للشهر الكريم وحالة الطوارئ الصحية التي تعيشها البلاد وضغط الحجر المنزلي على الساكنة ، اختار المتضررون التعبير عن غضبهم ورفضهم تلويث بيئتهم عن طريق تداول هاشتاغ ” للحجر منضبطين لكن من الدخان راحنا مقهورين”، وهو الأمر الذي عجل بتدخل المركز المغربي لحقوق الإنسان بشيشاوة والتعريف بالمشكل لدى الصحافة الوطنية والمحلية.
وفي اتصال للجريدة بحسن بنسعود الرئيس الإقليمي للمركز المغربي لحقوق الانسان بشيشاوة، واستفساره عن خطورة واضرار حرق النفايات وتأثيره على البيئة والصحة العامة للساكنة، توصلنا بتصريحه التالي:
” أولا نشكر للسيد أحمد الهلال رئيس مجلس جماعة شيشاوة تفاعله اليقظ مع هموم الساكنة والتفاعل الإيجابي أيضا مع الفاعلين المدنيين والحقوقيين بكل أريحية.
ثانيا،قبل شهور قليلة، زرنا السيد الهلال في مكتبه وطرحنا عليه الإشكال برمته وليس مجرد تصاعد الدخان بعد تكرار عمليات احراق النفايات، فوجدنا في نفسه قناعة تامة بأن المطرح العشوائي الحالي لم يعد مقبولا وانه عاقد العزم، بالتنسيق مع الجهات المعنية من عمالة إقليم شيشاوة ووزارة الداخلية ووزارة الطاقة والمعادن قطاع البيئة، وبالتشارك مع جميع المتدخلين على الإسراع بإخراج مشروع مطرح جديد طبقا للشروط والمعايير الوطنية والدولية، وهو ماتم الشروع فيه إلى أن حلت بالبلاد جائحة كورونا وماصاحبها من استنفار للمقدرات والإمكانيات المادية والبشرية لمواجهتها وحماية المواطنين منها.
والنقاش نفسه طرحناه على طاولة السيد عامل اقليم شيشاوة، والذي وجدناه- يسبقنا بخطوة – منهمكا في العمل على إيجاد المكان المناسب لإقامة المطرح الجديد بتنسيق مع الجهات المركزية المعنية بقطاع البيئة حتى يخضع المطرح الجديد للمعايير والمواصفات المعتمدة وتلقينا منه وعدا بحل الإشكال في الشهور القليلة القادمة.
ومن جهة أخرى، فطرح هذا الإشكال كان بعيدا عن المزايدات السياسية والانتخابية، التي لاعلاقة لنا من قريب أو من بعيد، فنحن على نفس المسافة من جميع الفرقاء السياسيين ونشتغل بتنسيق مع الايجابيين منهم، وإنما دافعنا وهاجسنا هو إيصال أصوات المتضررين من هذه الجريمة البيئية الشنعاء، وهو ما استنتجناه من استشاراتنا مع صديقنا الدكتور والاستاذ الجامعي والخبير الدولي في البيئة السيد عبد الرحيم الحويط، وهو المقيم بكندا ( يعني لا علاقة له بالسياسة فشيشاوة)، وافادنا مشكورا بالخلاصات التالية:
” – بما أن المطرح عشوائي فلا مجال للحديث هنا عن المعايير والمواصفات، التي أولها البعد عن الساكنة بحوالي 10km على الأقل، مع مراعاة اتجاه توسع المدينة واتجاه الرياح (لأن المطرح ولو كان عصريا فلابد من انبعاث الروائح وقت تفريغ الشاحنات وهبوب الرياح) ،وحركة المياه السطحية إن وجدت، ودراسة المياه الجوفية للفرشة المائية بالموقع.
– خطو ة الدخان المتصاعد من حرق النفايات تكمن في حمله جسيمات خطيرة مترتبة عن حرق النفايات والإطارات المطاطية ، فإذا استنشق الإنسان هذا الدخان تستقر الجسيمات التي قطرها أقل من 3 ميكرومتر في رئة الإنسان .
كما يحتوي هذا الدخان على العديد من الغازات السامة كالميثان وثنائي أوكسيد الكربون وثنائي أوكسيد النيتروجين وهيدروجين الكبريتيد. وما يسمى أيضا بالغازات المتطايرة volatic organic compounds
وهي جد خطيرة تتسبب للإنسان في الحساسية بانواعها، وأشارت أبحاث ودراسات في امكانية تسببها في السرطان.
والاشكال المطروح ايضا ان هذه الغازات لا تضر بالإنسان فقط، وإنما تؤثر على باقي العناصر البيئية وتركيز الأوزون في الغلاف الجوي، وتساهم في رداءة الهواء الخارجي.
وكون المطرح عشوائي وغير مراقب، فهذا يعني ولوجه من طرف الحيوانات : ابقار ،اغنام، كلاب وقطط ضالة، وكذلك الطيور، وهذا للأسف يتسبب في انتقال ما يسمى المواد الثقيلة Heavy metals الى جسم الحيوانات والطيور ويؤدي إلى تغيرات واختلالات على مستوى المنظومات البيئية.
ويضاف إلى هذا التلوث البصري وتطاير أكياس البلاستيك في الهواء. ”
وتجدر الإشارة إلى أن الدكتور يضع خبرته العلمية وكفاءته في المجال رهن إشارة المسؤولين بشيشاوة.
ومن هذا المنبر نتوجه بالشكر الجزيل للدكتور الذي لايبخل علينا في النصح والإرشاد والتوعية.
وأخيرا، فتدخل السيد الهلال اليوم لإخماد حرائق المطرح ، يعتبر فعلا يشكر عليه، وإعلانه عن قرب تغيير موقع المطرح يجسد روح المسؤولية لديه وقربه من نبض الشارع الشيشاوي.