مغربية بريس
عبد الرحيم النبوي: مكتب آسفي
شهدت حلبة الكارتينك بآسفي حفل تكريم ثلة من الفرسان من فن التبوريدة بإقليم آسفي والمتألقين في العديد من المسابقات الإقليمية والجهوية ومن بينهم تكريم اصغر فارس لفن التبوريدة .
الحفل الذي نظم من طرف الجمعية العبدية للفروسية التقليدية بتنسيق مع الجمعية الإقليمية لمنتجي الكبار بإقليم آسفي على هامش تنظيم المعرض الوطني للكبار في نسخته الرابعة، تحت شعار تثمين المنتوج الفلاحي بأسفي على إيقاع تراث التبوريدة اللامادي، حضره كل من وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي والي جهة مراكش آسفي كريم قسي لحلو، وعامل إقليم آسفي الحسين شينان، بالإضافة إلى حضور رئيس غرفة الفلاحة بمراكش-آسفي، ورئيس المجلس الإقليمي لآسفي، وعدد من المسؤولين ورؤساء المصالح الخارجية، والمنتخبون وممثلي السلطات المحلية و العسكرية.
وقد استمتع الحضور بعروض فنية قدمتها الفرق المشاركة وسط أجواء احتفالية لافتة، رافقتها وصلات غنائية والمواويل والصيحات مشيرة إلى مواقف بطولية، كشفت غنى وتنوع تقاليد فن التبويدة، كما أبانت عن القدرات الفنية للفرسان المشاركين، الذين تجاوز عددهم أكثر من 420 فارس وحصان أي ما يقارب28 سربة وكل واحدة لا يقل عدد فرسانها عن 15 فارس، أمتعوا الجمهور بتناسق اللباس والتمظهرات التقليدية للجيل الثالث الذي ورث هذا الفن أبا عن جد في إطار الإستمرارية والمحافظة عليه، والعمل على حماية وصيانة الموروث الثقافي المغربي المتمثل في الاهتمام بالتبوريدة وإعادة الاعتبار لتراث الفرس والفروسية، التي تعد إحدى مكونات الهوية والحضارة المغربية الأصيلة.
وقد راهنت الجمعية المنظمة، من خلال تنظيمها لمهرجان التبوريدة على استمرارية تقليد الاهتمام بالفروسية الذي احتضنه الأجداد، و على جعل الاهتمام بالفرس والفروسية والتي كانت سمة بارزة تحمل معالم الهوية والحضارة الأصيلة التي يكون الجواد العربي نواتها، إشارة إلى استثمار الموروث الثقافي لخدمة التنمية بالإقليم والمساهمة في النهوض بالقطاع الفلاحي فضلا عن تحفيز شباب الوسط القروي على توارث هذا الاهتمام والمحافظة عليه وضمان استمراريته.
وقال محمد الزنيني، رئيس الجمعية الإقليمية لمنتجي الكبار بإقليم، إن هذه الفعاليات من شأنها الإسهام في الإشعاع الثقافي والتعريف بإمكانيات الإقليم، مضيفا أن تنظيم معرض الكبار و مهرجان التبوريدة يشكلان فرصة مناسبة للتعريف بالمنتوجات المحلية مواصلة المجهودات المبذولة لتحقيق أهداف الفلاحة التضامنية للمخطط الفلاحي الجهوي والتي تهدف بالأساس على مواكبة وتعزيز وتقوية قدرات التنظيمات المهنية، بالإضافة كذلك إلى تسليط الضوء على الأبعاد الرمزية والثقافية المتجذرة للفرس في الهوية الثقافية الوطنية، والتعريف بفن التبوريدة كتراث تاريخي أصيل من جهة والمساهمة في التعريف بالإقليم وبمؤهلاته الفنية والثقافية والسياحية والفلاحية من جهة أخرى، بالإضافة إلى خلق رواج اقتصادي في المنطقة.
وتجدر الإشارة إلى أن التبوريدة أدرجت في قائمة اليونسكو للترات الثقافي غير المادي، والتبوريدة هي كلمة مستمدة من البارود الذي يطلقه الخيالة حين وصولهم لخط النهاية، وهو ما يؤرخ المعارك التي خاضها المغاربة لدحر المستعمر الأجنبي، كما يظهر جانبا من الاحتفالات التي كان يقيمها المحاربون بعد كل انتصار