مغربية بريس
عبد الرحيم النبوي: مكتب اسفي
تم تجفيف مياه سد المائي لسيدي عبد الرحمان إقليم اسفي في مشهد صادم مع تشقق الأرض وموت بطيء للحيوانات المائية، بسبب انقطاع المنسوب المائي المزود للسد عبر القناة المائية الآتية من سد أنفوت عبر سد المسيرة الواقع في إقليم سطات و الذي عرف مخزونه المائي تدهورا حادا بسبب الجفاف و ندرة المياه، و سجل الحوض المائي لام الربيع عجزا في الواردات المائية فاقت بنسبته 85% مقارنة مع المعدل السنوي للسنوات السابقة ، حيث هبط معدل ملئه إلى 7.1 %، علما أن هذا السد يؤمن المياه لساكنة تبلغ حاجياتها 235 مليون متر مكعب والتي تقطن بالدار البيضاء الجنوبية والجديدة وأسفي وسيدي بنور واليوسفية وبرشيد وسطات ومراكش وبن جرير.
بعد قطع المنسوب المائي عن السد المائي لسيدي عبد الرحمان جفت مياهه، وأصحب بحيرته جرداء قاحلة، حيث كانت خلال الشهور السابقة وجهة مفضلة للزوار الذين يعشقون المناطق الرطبة بحثا عن المتعة والترفيه، للإستمتاع بجمالها والتي تحفها ألوان الطبيعة الخلابة، ومائها العذب بلونه الأزرق، الذي يزخر بأنواع من الأسماك النادرة، منها “الزنجورية”، هذا النوع الأكثر وفرة ببحيرة السد والذي وجد مياهها وسطا ملائما للعيش والتوالد، كما كانت بحيرة السد مزارا لمختلف الطيور المهاجرة نظرا لهوائها الرطب.
فبعد انقطاع المياه المزودة لبحيرة السد، تحولت هذه الأخيرة إلى صحراء قاحلة، وانقطعت بها كل عوامل الحياة وبالتالي أصبحت المنطقة تبعث عن الشفقة والاستياء ، وهو ما دفع بجمعية حماة البيئة بآسفي إلى دق ناقوس الخطر بشأن عملية التجفيف الذي أصاب السد المائي لسيدي عبد الرحمان بآسفي بسبب انقطاع المنسوب المائي المزود للسد.
وأبدى عبد الإله الخضيري رئيس جمعية حماة البيئة، في تصريح للصحراء المغربية، تأسفه للوضعية الخطيرة التي وصلت إليها المنطقة الرطبة بسيدي عبد الرحمان، موضحا أن عملية تجفيف السد قرار غير سليم و غير استراتيجي و من أخد القرار، يقول عبد الإله الخضيري، لا يعلم أن بحيرة السد المالي لسيدي عبد الرحمان لم تكن فقط مصدرا للشرب و مصدر لتزويد المجمع الشريف للفوسفاط فحسب ، ولكن كانت ملكا كذالك للطيور و الأسماك و النباتات، باعتبار أن هذا المكان لعب دورا مهما في التوازن البيئي، بحيث يعتبر مكان استقبال الطيور المهاجرة كطائر Flamant Rose و طيور اللقالق المهاجرة و أنواع مختلفة من البط و الإوز المهاجر، دون أن ننسى، الأسماك التي كنا نستمتع بقفزاتها البهلوانية على الشط، كما أن السد المائي لسيدي عبد الرحمان بآسفي، لم يكن مكانا عاديا، كما يظن الكثيرون، بل صار منطقة لها إشعاع خاص على المستوى البيئي، يقصدها عشاق الطبيعة من جميع المناطق المغربية للتأمل و الصيد و لو لم يكن بطريقة غير شرعية، لكن بحيرة السد كانت المكان المفضل الترويح عن النفس والترفيه .
وكشف عبد الإله الخضيري رئيس جمعية حماة البيئة بآسفي، عن أن الجمعية سبق لها أن دافعت على جعل بحيرة السد المائي سيدي عبد الرحمان، من أجل تصنيفها بكونها منطقة رطبة، منذ اللقاءات الجهوية التي بدأت بمدينة الجديدة سنة 2006، و شاركت في الورشات الخاصة بذلك والترافع على هذا المطلب البيئي المتميز.
وبنبرة صوت ملؤها الحسرة، وبملامح يسود عليها الحزن والقلق، تسائل عبد الإله الخضيري، عن السبل المتاحة والممكنة للتصالح مع المكان ، والعمل على جعله مصدر احتياط استراتيجي لمياه الشرب و لا يجب الاعتماد كليا على تحلية مياه البحر، مع جعله منطقة جدب سياحي بامتياز و للرياضات المائية و الصيد، كما يمكن أن تصبح المنطقة مصدرا لتحسين معيشة الساكنة المجاورة للسد من خلال إطلاق جيـل جديـد مـن المبـادرات من اجل تعزيـز الإدماج الاقتصـادي لشباب المنطقة عـن طريـق المسـاهمة في خلـق فـرص الشـغل وابتكار مشاريع مدرة للدخل.
وقال رئيس جمعية حماة البيئة بآسفي، نحن اليوم أمام فرصة تاريخية لتضع الجهات المسؤولة بصمتها البيئية، و تطبق تصورات جلالة الملك محمد السادس الذي أكد مرارا في الخطابات أو الرسائل اللقاءات الدولية و العالمية على ضرورة حماية المناطق الرطبة، ونأمل، يضيف عبد الإله الخضيري، من عامل الإقليم الذي يهتم كثيرا بالمجال البيئي إن يعطيه أولوية كبيرة وان يسعى إلى إعادة الاعتبار للسد المائي سيدي عبد الرحمان، وذلك بهدف تطويره باعتباره منطقة رطبة وجب الحفاظ عليها.