مغربية بريس
عبد الرحيم النبوي: مكتب اسفي
اختتمت فعاليات المؤتمر الدولي المنظم بمدينة الفنون والثقافة بأسفي، أيام 25، 26، 27 أبريل 2024، تحت عنوان: الذكاء الاصطناعي ومجتمع المعرفة: الفرص، الأبعاد، التحديات، بإصدار وثيقة المؤتمر، تمثلت في “إعلان أسفي حول الذكاء الاصطناعي”، و يشتمل على مجموعة من المبادئ لضمان استخدام مسؤول وأخلاقي للذكاء الاصطناعي، و العمل على تسهيل تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال تسليط الضوء على المبادئ التوجيهية الأخلاقية و العملية لتوجيه إعتماد و إستخدام الذكاء الإصطناعي بشكل مسؤول في مختلف المجالات.
ودعا إعلان أسفي إلى إستثمار الجهود في سبيل كبح جماح المخاطر و التهديدات التي تصاحب إعتماد الذكاء الإصطناعي مع ضرورة إيجاد قوانين و ضوابط و قواعد تؤطر تطبيق الذكاء الإصطناعي، مع التشجيع على نهج مقاربة متوازنة تركز على الإستفادة من نقط القوة و تعزيزها و العمل على درء الآثار السلبية لهذه التكنولوجيا، كما يقترح تعزيز الإستثمارات في الذكاء الإصطناعي بإعتباره صمام الأمان و حجر الزاوية لعالم الغد، و تسليط الضوء على قدرته على تغيير المجتمعات و تحفيز الإبتكار على المستوى العالمي، و كذا جعل الذكاء الإصطناعي نبراسا لضمان فعالية و نجاعة السياسات الإجتماعية و الإقتصادية و الأمنية و العسكرية، مع مراعاة الجوانب الأخلاقية و الحقوقية.
وشدد إعلان أسفي على ضرورة العمل على وضع معايير دولية و وطنية لضمان حكامة الذكاء الإصطناعي، و خلق بنية آمنة و أكثر وثوقية، مع الدعوة إلى توسيع النقاش الأكاديمي و العمومي حول الذكاء الإصطناعي، و تشجيع التفكير المستمر و زيادة الوعي بالآثار الإجتماعية و الأخلاقية و الإقتصادية للذكاء الإصطناعي.
وعرف المؤتمر الدولي ناسفي حول الذكاء الإصطناعي و مجتمع المعرفة : الفرص الأبعاد و التحديات، المنظم من طرف المجلة العلمية “المدونة” بشراكة مع المركز الديمقراطي المغربي للدراسات والأبحاث ومختبر القانون العام وحقوق الإنسان بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، بالإضافة إلى مؤسسة آسف للتنمية، عرف مشاركة ثلة من الخبراء والباحثين والمهنيين من مختلف أنحاء العالم، من كندا، الولايات المتحدة، فرنسا، الكاميرون، والمغرب، حيث تناول المشاركون العديد من المداخلات العلمية و حقول معرفية متنوعة تناولت بالخصوص مفهوم الذكاء الإصطناعي و تطبيقاته، و علاقة الذكاء الإصطناعي بمجالات الصحة و المال و الأعمال و الصناعة و التشغيل و التعليم العالي و البحث العلمي، و كذا بالمدن الذكية و بالديمقراطية التشاركية و العدالة، إلى جانب ورشات عملياتية لفائدة الباحثين و فعاليات المجتمع المدني و الإقتصادي ، كان هدفها فتح نقاش عمومي حول موضوع الذكاء الاصطناعي ومجتمع المعرفة، ونظرا لما يمثله هذا الموضوع من أهمية كبيرة وراهنية باستخدامه في مجالات اقتصادية وتقنية وعسكرية وصناعية وتعليمية، وبهدف كذلك تعزيز التنمية المستدامة واستثمار الذكاء الاصطناعي كأداة لتحسين الحياة الإنسانية مع التأكيد على ضرورة إيجاد الضوابط اللازمة لمواجهة أي مخاطر محتملة، والعمل على تحديد أفضل الممارسات والنهج لتحقيق الاستفادة القصوى من الذكاء الاصطناعي.
وأكد مصدر من اللجنة التنظيمية، أهمية مخرجات هذا المؤتمر المتمثلة في إعلان أسفي، والذي سعى إلى تحديد الذكاء الاصطناعي واستعمالاته، وتوسيع النقاش العمومي والأكاديمي حوله، فضلا عن إعداد تقرير استراتيجي استشرافي لمداخل اعتماد المملكة للذكاء الاصطناعي على مستوى السياسات العمومية والترابية ومحاولة التفكير في الصيغ الممكنة لجعل المملكة منتجة للذكاء الاصطناعي وليس فقط مستهلكة له وذلك بغرض إيجاد موطئ قدم على مستوى التنافسية الدولية في هذا المجال.
.