مغربية بريس سبور
منابعة. : قسم الرياضة
شهدت مشاركة المغرب في الألعاب الأولمبية بباريس 2024 سلسلة من الإخفاقات التي أثارت استياء الجمهور المغربي و انتقاداته للقيادة الرياضية التي استمرت لسنوات طويلة في مناصبها دون تحقيق نتائج ملموسة، وعلى الرغم من التحضيرات الكبيرة التي تم إعدادها للوفد المغربي، إلا أن الرياضيين المغاربة خرجوا من البطولة خاليي الوفاض، مما يعكس حالة التراجع في الأداء الرياضي الوطني.
خلال يومي السبت والأحد من البطولة، لم يتمكن الرياضيون المغاربة من التأهل في أي من المنافسات التي شاركوا فيها في ست رياضات مختلفة مما وضعهم في مرتبة متأخرة بين الدول المشاركة وقد شهد اليوم الثالث من الألعاب تواصل الإخفاقات، حيث كانت الآمال معلقة على المنتخب الأولمبي المغربي لتحقيق إنجاز في كرة القدم، إلا أن الفريق لم يتمكن من تجاوز المنتخب الأولمبي الإسباني في دور نصف النهائي.
ففي رياضة التجديف، لم تتمكن مجدولين العلوي من التأهل لربع النهائي بعد أن احتلت المركز الأخير في مجموعتها وفي المسايفة انهزمت يسرى زكراني أمام البولندية مارتينا جيلينسكا بنتيجة 15-3 كما خسر حسام الكرد في دور 32 أمام روسلان كوربانوف من كازاخستان. أما في الجودو فقد خسرت سمية إيراوي أمام القبرصية صوفيا أسفيستا في وزن -52 كلغ وخرج عبد الرحمن بوشيتا من المنافسة بعد خسارته أمام باروش شمايلوف في وزن -66 كلغ كما أقصي المصارع المغربي أسامة أسد من دور ثمن النهائي وفي السباحة لم تنجح إيمان البارودي في بلوغ نصف نهائي 100 متر صدر رغم احتلالها المركز الثاني في سلسلتها وفي الملاكمة خرجت الملاكمة خديجة المرضي من دور الربع.
هذا الأداء المتواضع يضع المسؤولين الرياضيين تحت المجهر، خاصة أن هناك شخصيات بارزة تسيطر على المشهد الرياضي لسنوات طويلة دون إحداث تغييرات ملموسة ويبقى فيصل العرايشي هو أحد أبرز هذه الشخصيات، حيث يترأس اللجنة الوطنية الأولمبية المغربية منذ عشر سنوات ويدير أيضا مؤسسات إعلامية ورياضية كبرى في المغرب، مثل الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة وشركة الدراسات والإنجازات السمعية البصرية (سورياد-دوزيم)
على الرغم من هيمنة العرايشي على القطاعين الرياضي والإعلامي، إلا أنه لم يحقق أي نتائج إيجابية تذكر، بل على العكس فقد حطم الرقم القياسي في الإخفاقات ورغم تخصيص ملايين الدراهم لتحضير الوفد المغربي للأولمبياد إلا أن النتائج كانت مخيبة للآمال أعيد انتخاب العرايشي في سنة 2023 كرئيس للجنة الوطنية الأولمبية المغربية بعد حصوله على جميع الأصوات المعبر عنها من الجامعات الأولمبية، وهو ما يعكس استمرار هيمنة العرايشي على الساحة الرياضية، رغم الانتقادات الموجهة لأدائه.
تتزايد الأصوات المطالبة بمحاسبة المسؤولين عن هذا الإخفاق الرياضي في الأولمبياد، وضرورة وضع خطط واضحة لتحسين الأداء في المحافل الدولية كما يدعو الخبراء الرياضيون إلى إجراء تغييرات جذرية في القيادات الرياضية وتحديث السياسات والبرامج التدريبية لدعم المواهب الشابة وتحسين مستوى التنافسية في الرياضات المختلفة.
إن استمرار الوضع الحالي دون معالجة جذور المشكلة لن يؤدي إلا إلى تكرار نفس النتائج المخيبة في المستقبل، وهو ما يتطلب اتخاذ إجراءات حاسمة لإعادة هيكلة القطاع الرياضي في المغرب.