اختتام المهرجان الثقافي والتراثي لزومي انبهار الزوار بالمستوى الرفيع للدورة الأولى، وإشادة من الفنانين بالجمهور المنضبط

مغربية بريس

عزيز مكال :  سيدي قاسم
اختتم المهرجان الثقافي والتراثي لزومي بعد أربعة أيام كاملة امتدت مابين 15 و18 من غشت الجاري، كانت مليئة بالفرجة والترفيه. وعرفت الدورة الأولى من هذا المهرجان نجاحات باهرة على جميع المستويات.


حركة اقتصادية ومطاردة قوية للتنمية منذ مدة وزومي صاحبة أكبر مساحة في الجهة ب 310 الف كلم مربع، تصارع من أجل إيجاد مكانة لها بين صفوف المناطق التي تعرف استفاقة تنموية، وهذا طبعا لا يتحقق إلا بوجود رجال عاهدوا الله والساكنة على العمل من أجل تحقيق ما تصبو إليه زومي، والحق أنه في السنوات الأخيرة بدأت ملامح وعلامات هذا المنحى تظهر للعيان، ليأتي هذا المهرجان بوصفه رافداً تنموياً مستداماً ليؤكد أن ما ربحته زومي من مهرجانها أكثر مما صرفت عليه ويكفي الإشعاع المنقطع النظير الذي سلط على هذه البلدة الجبلية الجميلة في انتظار الاشتغال على الشق السياحي عبر خلق مشاريع سياحية تكون محل جذب للسياح المغاربة والأجانب وتسليط الضوء على الثروات الطبيعية والتراث الثقافي .


فالمهرجان وطيلة أيامه الأربعة شهد حركة تجارية كبيرة انتعش من خلالها التجار الصغار والمتوسطون وأرباب المطاعم والمقاهي والصناع التقليديون وغيرهم، وهو ما سيزيد من عزم المنظمين للعمل أكثر على الاحتفاظ والتطوير في الدورات المقبلة كمهرجان قدم نفسه بقوة خلال أولى دوراته.


تنظيم محكم ونجاح بجميع المقاييس
عندما يجتمع حب الأرض والانتماء وتحالف النوايا الحسنة وكذا وجود قائد من مستوى رفيع متمثلا في رئيس الجماعة ومن معه، فإن النجاحات تنهال على أصحابها كجزاء لهم، وهكذا أبانت جمعية الزهور عن قدرتها المحترمة في التواصل بين كل مكونات هذا المهرجان، الشيء الذي أنتج مجموعة متجانسة قدمت أداءا كبيرا في الالتزام والانضباط واليقظة قبل وأثناء فترات المهرجان مما انعكس إيجابا على نجاعة الدورة الأولى..


وعن فكرة إخراج هذا المهرجان للنور يقول مدير المهرجان محمد احويط: ” بفضل الله استطعنا أن نحصل على دعم لتنظيم هذا المهرجان، وبفعل تظافر الجهود تمكنا من التوقيع على نجاح فاق كل الانتظارات مستوى لهذا المهرجان تنظيما وإدارة جعلت الجميع يشيد به. فجماعة زومي تستحق مثل هذه المناسبات لما أبانت عنه الساكنة والزوار من انضباط جعلنا نفخر بالانتماء لهذه البلدة.


أود أن أتقدم بالشكر الجزيل لكل من ساهم في هذا النجاح وفي مقدمتهم عامل إقليم وزان وكذا كل أعضاء جماعة زومي و المنظمين الذين لولاهم لما شاهدنا كل هذا النجاح وكذلك جمعية الزهور والساكنة والزوار الذين فاق عددهم 50 ألف متابع حلوا بزومي بانضباط وتفرقوا إلى منازلهم بمستوى عال جدا من النظام .”

عذرا…كل الطرق المؤدية إلى زومي مكتضة

نظرا للأعداد الغفيرة وجحافل الزوار لم يعد مركز زومي قادرا على استقبال الراغبين في متابعة المهرجان الذي ذاع صيته في فترة قياسية بين كل القبائل المجاورة بل في كل الأقاليم والجهات رغم أنه حديث الولادة. فلم يسبق أن حصل هذا الأمر خلال أي مهرجان من ال 200 مهرجان التي تنظم بالمغرب سنويا، مما يعطي الانطباع أن الحياة عادت بقوة لزومي الشامخة بعد سنوات عجاف خاصة منذ تولي المجلس الجماعي الحالي مسؤولية تسيير الشأن العام.

جمهور مثالي
وراقي .. وانبهار الفنانين به

الآلاف من رواد مواقع التواصل الاجتماعي وكذا الحاضرون تابعوا باندهاش الرقي والمثالية التي أظهرها جمهور زومي والمناطق المجاورة لها، حيث مر المهرجان بدون تسجيل حوادث سلبية، فالكل رحب بهذا الحدث المتميز و مباركته، مما خلق نوع من المسؤولية لدى الساكنة في إنجاحه وإعطاء صورة لائقة ومحترمة للإنسان الزومي، ومدى تعلقه ببلدته والتعاون مع كل جهة تريد الدفع بالمنطقة للأمام، وهو وعي كبير أبان عنه الزوميون الذين يستحقون جائزة نجاح المهرجان إلى جانب الجمعية المنظمة والجهات الشريكة.
ومما يؤكد هذه الملاحظة هي الشهادات التي أبداها الفنانون المشاهير المشاركون في المهرجان، بصفتهم الفئة التي تحضر باستمرار المهرجانات داخل الوطن وخارجه، فالفنان الشعبي المعروف الصنهاجي وصف الجمهور بالمنضبط وزميله عادل الميلودي وصفه بالأفضل وطنيا ولم يكن يعلم أن هناك جمهور ما في منطقة وسط الجبال بكل هذه الدرجة من الوعي وضرب موعدا لحضور الدورات المقبلة دون مناقشة مبالغ أتعابه. أما الفنان الفكاهي المسيح فقد ظهر أيام المهرجان وهو في غاية السعادة بوجوده بزومي واصفا الساكنة والجمهور بأهل الخير والضيافة وقال: يحق لهذه المنطقة الافتخار بهذا الجمهور الراقي وهذا الرئيس المتفاني في إشارة منه للسيد احويط البرلماني ورئيس الجماعة، وكان للفنان الشهير الستاتي كلمة في حق جمهور زومي واصفا إياه بالجمهور الجميل والمتذوق وأبدى استعداده للحضور في مناسبات أخرى ليتمتع هو الآخر بتفاعل الزوميين مع فنه.
فقرات غنية للمهرجان
من أجل تعزيز الوعي بالثقافة والفن، وتقوية التفاعل الاجتماعي، وإضفاء أجواء من البهجة والمتعة لدى أبناء المناطق المجاورة، وإنعاش الاقتصاد المحلي وغيره ، تم تنزيل برنامج متنوع وقوي عبر فقرات تمزج ما بين الثقافي والرياضي والاجتماعي والفني والترفيهي والتجاري والتراثي، فقد شهد كرنفالا جميلا جاب شارع محمد السادس، وفلكلورا محليا ومتنوعا وعرسا محليا نشطته فرق البواردية ومجموعات للطقطوقة الجبلية، فيما كان للصناع التقليديون حظهم بإقامة معرض خاص لعرض منتوجاتهم المجالية وتسويقها، وما تبدع أناملهم، ولم ينس منظمو المهرجان تنظيم قافلة طبية في مختلف التخصصات، استفاد منها ساكنة أكثر من 68 دوارا تابع للجماعة إلى جانب إعذار الأطفال من أسر معوزة، و بخصوص علاقة الثقافة بالتنمية المستدامة، خصوصا في المناطق الجبلية الأكثر تهميشا، تم تنظيم ندوات فكرية وعلمية تخص الماء . وعروض خاصة بالرماية والفروسية ودوري لكرة القدم، وسباقا على الطريق، مع إقامة سهرات ليلية شارك فيها كل من الفنانين أومكيل وسعيد الصنهاجي والحسنية وعبدالله المساري وعادل الميلودي والمسيح وعبدالعزيز الستاتي ومحمد الكرواني إلى جانب مجموعات ومواهب محلية يتقدمهم الرابور الشاب ابن زومي محمد المصباحي.
والحق أنه قلما تجد مهرجانا في دورته الأولى يجمع كل هذه النجوم وكل هذه الفقرات، وهذا يحسب لمنظميه الذين ركبوا تحديا كان يبدو في الأول ضربا من الخيال، لكنهم نجحوا بنجاح مهرجانهم ولهم نقول: برافو

اعجبك المقال؟ يمكنك مشاركته من خلال منصتك المفضلة
اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد