آسفي تحتفي بثلاثة أسماء بارزة من الوطنيين الموقعين على وثيقة المطالبة بالاستقلال: أمحمد بلخضير، عبد السلام المستاري ، محمد البوعمراني

مغربية بريس
عبد الرحيم النبوي: مكتب اسفي

تحيي ساكنة مدينة اسفي اليوم السبت، الذكرى الـ 81 لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال يوم 11 يناير 1944، بمظاهر الاعتزاز والإكبار، وفي أجواء من التعبئة الوطنية الشاملة والمستمرة، بحيث شكلت هذه الذكرى نقطة تحول بارزة للبذل الوطني في بعده المحلي والوطني، باعتبارها حدثا له أهمية قصوى في الحياة اليومية لساكنة المدينة والاقليم.


فالحركة الوطنية بأسفي، حسب العديد من المصادر التاريخية، كانت لها مشاركة قيمة على مستوى توقيع العريضة المطالبة بالاستقلال وتقديمها لثلاثة أسماء وازنة من علماء أسفي وهم الفقيه محمد البوعمراني والفقيه عبد السلام المستاري والأستاذ أمحمد بلخضير، قدموا أنفسهم فداء من أجل استقلال الوطن.


وأوضح باحث في التراث المحلي، سعيد الجدياني، ان مدينة أسفي كانت حاضرة بقوة رجالها ونسائها في مرحلة تاريخية عصيبة رفقة مجموعة من الوطنيين والوطنيات ، حيث كان مطلبهم العلني رحيل القوة الاستعمارية عن بلادهم، مبرزا ان الخطوة كانت حاسمة في تاريخ المغرب، ومحطة أساسية في مسلسل الكفاح الوطني، الذي خاضه الشعب المغربي، بقيادة العرش العلوي، في انسجام مع الحركة الوطنية، من أجل الحرية والاستقلال.


وأشار الباحث سعيد الجدياني، الى ان إحياء هذه الذكرى من طرف ساكنة مدينة اسفي، يعد تكريما لثلاثة أسماء بارزة من الوطنيين الموقعين على وثيقة المطالبة بالاستقلال في شخص المناضلين أمحمد بلخضير، عبد السلام المستاري، محمد البوعمراني وعرفانا بالتضحيات الجسام التي قدموها دفاعا عن المقدسات والثوابت الوطنية.


وكشف الباحث سعيد الجدياني، أن وثيقة المطالبة بالاستقلال٬ في سياقها التاريخي والظرفية التي صدرت فيها، تعد ثورة وطنية بكل المعاني والمقاييس٬ عكست وعي المغاربة ونضجهم، وأعطت الدليل والبرهان على قدرتهم وإرادتهم للدفاع عن حقوقهم المشروعة وتقرير مصيرهم وتدبير شؤونهم بأنفسهم وعدم رضوخهم والإصرار على مواصلة مسيرة النضال التي تواصلت فصولها بعزم وإصرار في مواجهة النفوذ الأجنبي إلى أن تحقق النصر المبين بفضل ملحمة العرش والشعب المجيدة.


ومن جهته، اكد الأستاذ عبد الرحيم بودرة، القيم على فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بآسفي، أن الاحتفاء بشخصيات بصمت تاريخ الكفاح الوطني يحمل في طياته أبعادا إنسانية وروحانية تنبس بمعاني الوفاء لذكرى وتاريخ رجال سطروا ملاحم نضالية من أجل استقلال الوطن وحريته ووحدته الترابية بقيادة العرش العلوي المجيد بطل التحرير جلالة الملك سيدي محمد الخامس طيب الله ثراه ، في مشاهد ستظل بارزة على امتداد عوامل الصمود والمقاومة التي تمكن أجيال اليوم على مواجهة كل التحديات التي يواجهها المغرب لاسيما في ملف وحدته الترابية.


وأوضح الأستاذ عبد الرحيم بودرة، ان الذين وقعوا من مدينة اسفي هم الفقيه عبد السلام المستاري. الاستاذ محمد بالخضير الاستاذ محمد البوعمراني عن اسفي وكان سيوقع كل من الفقيه إدريس بناصر والفقيه محمد الهسكوري غير ان الوطنيين طلبوا منهم عدم التوقيع مخافة اعتقالهم بحيث الاول كان يشرف على التوعية الوطنية بالمجال الديني والثاني كان يشرف على المجال التعليمي بالمدينة.
واكد الأستاذ عبد الرحيم، القيم على فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بآسفي، أهمية هذه الحقبة من تاريخ المغرب برجالاتها الذين يستحقون الوقوف عند سيرهم المفعمة بمعاني الفداء والإخلاص للوطن، واستخلاص العبر منها لعظمة الدروس والقيم المستلهمة، وضرورة تحويلها إلى رافعة تمكن من ابراز تاريخه المجيد وان التعريف برموز النضال الوطني، والمرصع بصفحات خالدة تبرز التحام الشعب المغربي بالعرش العلوي المجيد و تقريب الأجيال الصاعدة من سير أبطال الكفاح الوطني ضد الاستعمار الاجنبي، يعد اعترافا بمن كانت لهم الكلمة في مسلسل الكفاح الوطني ومن تم وجب ذكرهم والاحتفاء بهم وذلك من اجل تعميم الوعي وترسيخ قيم الوطنية الصادقة.

اعجبك المقال؟ يمكنك مشاركته من خلال منصتك المفضلة
اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد