بدعم من جمعية حوض اسفي حفل توقيع كتاب: ” آسفي وساحلها في التاريخ الحديث ” لمؤلفه الأستاذ تهامي حلي

مغربية بريس
عبد الرحيم النبوي: مكتب اسفي

احتضنت قاعة ملحقة الجهة، بمدينة اسفي، مساء يومه السبت15 مارس 2025، حفل توقيع كتاب ” آسفي وساحلها في التاريخ الحديث”، لمؤلفه الكاتب والباحث، الأستاذ تهامي حلي، بدعم من جمعية حوض اسفي.


هذا الحفل الذي نظمته جمعية حوض اسفي، وحضرته نخبة من الأساتذة والمثقفين والمهتمين بالشأن الأدبي والتاريخي، عرف تقديم بعض المحاور الأساسية للكتاب الذي كتب بالفرنسية، من طرف مؤلفيه الأستاذ تهامي حلي، والذي استعرض بإيجاز ما تحصل عليه من المعلومات ووثائق تعزز جزءاً من تاريخ مدينة اسفي ومحيطها خلال فترة الاستعمار الفرنسي، باعتبار هذه الوثائق تعد مصدرًا رئيسيًا نظرًا لدقتها العالية في نقل الأحداث، وهي تتماشى مع تقارير صحفية مكتوبة خلال تلك الحقبة التاريخية، مبرزا أهمية التوثيق التاريخي والبحث في سير الشخصيات التي ساهمت في تشكيل ملامح المنطقة، مؤكدا على ضرورة إعادة قراءة التاريخ المحلي بمنظور أكثر إنصافًا وإنعاش الذاكرة الجماعية.


واكد الدكتور سعيد اللقبي، في ورقته التقديمية للكتاب، أهمية هذا المولود الجديد تحت عنوان، ” آسفي وساحلها في التاريخ الحديث”، لمؤلفه الكاتب تهامي حلي، ذلك كونه عمل بحثي طويل ومعقد تم في الغالب في المكتبة الوطنية في الرباط، حيث استطاع المؤلف ” التهامي حلي “، جمع ثروة من المعلومات المتنوعة، المستخلصة من رسائل الصحف التي نشرت خلال فترة الحماية الفرنسية في المغرب (1912-1956) حول الحياة في مدينة اسفي وساحلها الأطلسي، وقد توزعت الموضوعات بين أخبار متنوعة، وتقارير عن الأحداث السياسية والاقتصادية والثقافية والرياضية، موضحا ان هذا العمل لا يقتصر على فترة الحماية الفرنسية فقط، بل تناول عدة مراحل سردية من خلال التنقل المستمر بين الماضي والحاضر، وحتى المستقبل ، ذلك أن مفاتيح فهم حدث ما، يكمن في هذا التتابع الزمني، وليأخذنا المؤلف بين الحين والآخر إلى عصور مضت ليتناول أصل حدث معين أو طقس قديم، وهو ما يساعد القارئ على استراحة قصيرة أمام هذا الكم الهائل من المعلومات قبل أن يعودوا إلى متابعة سرد تاريخ اسفي، ويعتبر هذا الأسلوب، في راي مقدم الكتاب، ميزة جيدة، لأنه يجعل السرد أكثر سلاسة والإيقاع ممتعًا وحيويًا، مختتما ورقته التقديمية الى القول : يجب أن نعتبر هذا العمل نقطة هامة في التاريخ، إنه نسمة هواء باردة تلقي الضوء على تاريخ وقصص إنسانية تتسم بالفرح، والتسامح، والود، وهي القيم الأساسية داخل أسوار المدينة وخارجها.


وابدى احمد غيبي، الرئيس المنتدب لجمعية حوض اسفي، اعتزازه بصدور هذا الكتاب الجديد للباحث تهامي حلي، الذي يُعد ثمرة مجهودات دامت لسنوات، موثقًا جزءًا مهمًا من تاريخ آسفي العريق، وقال احمد غيبي، ان هذا الإنجاز لم يكن ليرى النور لولا تفاني إخواننا داخل جمعية حوض آسفي، الذين عملوا بجهد وإخلاص للمساهمة في إبراز تراث المدينة وتعزيز مكانتها الثقافية، ورغم بساطة هذه الجهود، إلا أنها تمثل إضافة قيّمة لتسليط الضوء على الإرث التاريخي لآسفي وإظهارها في أجمل صورة، شاكرا في الوقت ذاته، الباحث تهامي حلي على هذا العمل القيم، كما شكر جميع الإخوة الذين بذلوا من وقتهم وجهدهم وإنتاجهم لإنجاح هذا المشروع، إلى جانب الإعلام الذي واكب هذا الحدث، متمنيا أن تستمر مثل هذه المبادرات لخدمة مدينتنا وإحياء ذاكرتها التاريخية.
قد وشهد الحفل مجموعة من المداخلات العلمية الرصينة التي قاربت الكتاب من زوايا نظر متعددة، ولامست كل المناحي المضمونية والشكيلة استنادا إلى مرجعيات ومباحث مختلفة، حيث اعتبر البعض، كتاب: ” آسفي وساحلها في التاريخ الحديث ” لمؤلفه الأستاذ تهامي حلي، بمثابة إعلان عن انبثاق نوع جديد من الكتابة التوثيقية التي تدخل في نطاق “كتابة السيرة الذاتية وتقديم شهادة على حقبة تاريخية محددة من تاريخ المجتمع” ذلك أن الأستاذ التهامي حلي، تميز في مؤلفه باعتماد أسلوب يمزج ما بين الحكي وتقديم الشواهد الحية، ومعالجة الأحداث، واستعراض الوقائع بأسلوب جمعي مفتوح على ذاكرة المكان والفاعلين في تشكيل هذه الأحداث والوقائع، وهو أسلوب يتجاوز التوثيق المسترسل للأحداث والوقائع في قالب الحكي والسرد إلى استعراضها بشكل تفاعلي وحواري بإبراز مواقف وشهادات ووثائق تقربنا ممن ساهموا في صنعها بشكل تفاعلي مفتوح على أسئلة الحاضر وباستشراف وتمثل واضح لرهانات وأفاق المستقبل الخاصة بحاضرة المحيط.

اعجبك المقال؟ يمكنك مشاركته من خلال منصتك المفضلة
اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد